السلام عليكم

جزاكم الله خير الجزاء موقع إسلام ويب والدكتور محمد عبد العليم على كل ما تقدموه للناس.

عندي بنت عمرها 22 سنة، عندها مرض اكتئاب ووسواس قهري منذ سبع سنوات، في البداية الدكاترة شخصوا المرض على أنه اضطراب وجداني ثنائي القطب، وأخذت علاجا له، وتحسنت فترة ثم انتكست، وبعدها تم تغيير الدكتور وشخص لها المرض على أنه اكتئاب ووسواس قهري، وأعتقد أن التشخيص صحيح، لأن كل أعراض الوسواس واضحة وأفكار مزعجة دائما، مع محاولة الانتحار أكثر من مرة، وامتنعت عن الذهاب إلى الجامعة وعن عمل أي شيء مفيد، وأفكار إيذاء نفسها دائما في دماغها.

آسفة على الإطالة، ولكن أريد أن أنقل الصورة لكي تعرف حالتها بالضبط، الدكتور كتب لها دواء سيبرالكس 20 مل، حبة في اليوم، ودوجماتيل فورت 200، نصف قرص ثلاث مرات في اليوم، وزولام نصف مل جرام ثلا ث مرات في اليوم، تناولت الدواء الأسبوع الأول وبعد ذلك شعرت أنها غير مرتاحة، واستمرت على سيبرالكس 20 مل جرام في اليوم فقط، ومنعت من باقي الأدوية إلى أن نذهب إليه للاستشارة.

أرجو معرفة إذا كان هذا الدواء مناسبا لابنتي أم لا؟ مع العلم هناك نسبة تحسن ملحوظة، ونحن الآن في الأسبوع الثالث من تناول الدواء، في البداية كانت تأخذ 10 مل جرام لمدة أسبوعين.

وجزاكم الله خير الجزاء، وشكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على الثقة في هذ الموقع وفي شخصي الضعيف، ونسأل الله تعالى العافية والشفاء لابنتك الكريمة.

التداخل ما بين الوساوس القهرية والاكتئاب النفسي أمرٌ معروف جدًّا من الناحية التشخصية، والـ (سبرالكس Cipralex) بفضلٍ من الله تعالى دواء يُعالج الوساوس والاكتئاب النفسي، كما أنه دواء يُقلل كثيرًا من المخاوف النفسية والتوجُّسات.

لذا أقول لك: إن قرار الطبيب بإعطائها السبرالكس هو قرار صحيح - جزاه الله خيرًا على ذلك - ويمكنها الاستمرار عليه دون أي إشكالية، فقط يجب أن تحرص على وزنها، لأن السبرالكس في بعض الأحيان يؤدِّي إلى زيادة في الوزن، خاصة بالنسبة للذين لديهم قابلية للسمنة.

فإذًا ترتيب الطعام وممارسة شيء من الرياضة سيكون مفيدًا جدًّا لابنتك، واعرفي - أيتها الفاضلة الكريمة – أن الرياضة أصلاً هي أساس علاجي جوهري في علاج الوساوس والقلق والاكتئاب، خاصة لدى البنات، فشجعيها على ممارسة الرياضة بحجة ألا تحدث لها زيادة في الوزن من السبرالكس.

الـ (دوجماتيل Dogmatil) دواء جيد لعلاج القلق والتوترات، لكنه فعلاً قد يؤدِّي إلى شيءٍ من التململ الحركي البسيط لدى بعض الناس، كما أنه قد يرفع هرمون الحليب لدى البنات ممَّا يؤدِّي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، خاصة إذا تعدَّتْ الجرعة اليومية أكثر من مائة مليجرام.

هذا - أيتها الفاضلة الكريمة – ليس انتقاضًا أو انتقاصًا أبدًا لزميلي الطبيب، فالدواء يُستعمل حتى بالنسبة للإناث، إذًا إيقافه ليس قرارًا خاطئًا.

أما بالنسبة للـ (زولام zolam) فالتوقف المفاجئ ربما يؤدِّي إلى شيء من القلق، ولذا دائمًا أنا أنصح بالتدرُّج وألا تكون مدة استعماله أكثر من أربعة أسابيع، عمومًا أنت أوقفت ابنتك الفاضلة من الدواءين – أي من الدوجماتيل ومن الزولام – وتفاعلها مع ذلك لم يكن سلبيًا، فأقول لك: استمري على نفس النهج، أي: دعيها تستمر على جرعة العشرين مليجرام من السبرالكس يوميًا، فهي جرعة علاجية صحيحة وسليمة، وأنا متأكد أن الأخ الطبيب حين تقومين بمقابلته في المرة التالية سوف يُعطيكم الإرشاد اللازم.

هذه البُنيَّة – حفظها الله – يجب أن تُشجَّع على أن تكون إيجابية، ونصيحتي لك أن تعطيها بعض المهام الأسرية، وألا تشعر أنها مهمَّشة.

موضوع محاولات الانتحار قطعًا مزعج، وأحد وسائل تخطِّيه هو: أن تُقرِّبيها إليك أكثر، وأن تجعليها عضوًا فاعلاً في الأسرة، هذا مهمٌّ جدًّا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.