السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ أربع سنوات، وزوجي يعمل أستاذًا في مدرسة، ونحن نعيش في بلادنا -وكما هو معلوم- فإن راتب الأستاذ لا يكفي إلا لبداية الشهر فقط، وأنا والله صابرة، ولا أحمّله ما لا طاقة له به.

لكن في فصل الصيف، حيث تكون العطلة المدرسية، يبقى في المنزل دون أن يبحث عن عمل، وهذا ما يزعجني، فعندما يكون الرزق قليلاً، قد يضطر الإنسان للصبر، لكن عندما لا يعمل أصلًا، كيف يمكن للمرء أن يصبر؟

لدي طفلان، واحتياجات المنزل لا تنتهي، صحيح أن هناك راتبًا صيفيًا للأساتذة، لكنه لا يكفي حتى لمصاريف الطعام لأكثر من أسبوع، فماذا أفعل؟ وكيف يمكنني إقناعه بأن يبحث عن عمل خلال العطلة الصيفية؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوسع لكم الرزق، وأن يبارك لكم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يبعث في زوجك الهمة، وتعوذي بالله من العجز والكسل، فإن العجز نقص في التخطيط، والكسل نقص في التنفيذ، ونسأل الله أن يفتح عليكم أبواب فضله ورزقه ورحمته، وأن يعيننا جميعًا على طاعته.

أحسنت في دعوتك للرجل إلى أن يتحرك ويعمل ويبحث عن عمل، فإن الشرع يأمرنا بالسعي: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه}، وقال العظيم: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}.
والرجل لا يلام على قلة ذات اليد، لكنه يلام على عدم السعي، وعدم بذل المجهود، فإن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضةً، وكل شيء له سبب، والتوكل على الله يقتضي فعل الأسباب، ثم التوكل على الكريم الوهاب.

وليت هذا الزوج يتواصل معنا حتى نشجعه على البحث والاجتهاد، وهذا كان هدي النبي -عليه صلاة الله وسلامه-، في تحريك من عنده قدرة على العمل، في أن يبحث ويسعى ويطلب رزق الله في أرض الله تعالى، فما أحوجنا إلى أن نستحضر هذه المعاني.

وعليه: نحن نوصيك بالاستمرار في الصبر، وأيضًا بالاستمرار في تشجيع الزوج على الخروج والبحث عن عمل، ليحسن به أوضاع أسرته، ونتمنى أن تختاري الأوقات المناسبة لنصحه، وتذكيره بأهمية أن يسعى الإنسان، وليس من مصلحة الرجل أن يمكث في البيت حتى في أيام العطلة، بل عليه أن يسعى ويقوم بحمل همّ أسرته.

نسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولكم التوفيق والسداد.