السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيانًا أعود من الجامعة، وأريد أن أقرأ كتابًا، أو أشاهد مقاطع فيديو نافعة، ولكنني أنام متأخرًا قليلاً، فأنام خمس أو ست ساعات، أو ما يقارب ذلك، فهل هذا مضر صحيًا؟ وهل يوجد عدد ساعات أدنى للنوم، بحيث لا يضر بالصحة؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تختلف عدد ساعات النوم من شاب لآخر، لكن في المتوسط العدد المناسب هو ما بين 7 إلى 9 ساعات، ويفضل أن يكون هناك قيلولة بعد الظهيرة، أو بعد صلاة العصر، وعمومًا قد يقضي بعض الشباب أوقاتًا طويلة في الجامعة، ما بين محاضرات إلى قاعات الدروس، ويمكن الاستفادة من وقت الجامعة، في الانتهاء من الدروس والمذاكرة.

لكن يجب أن تعلم أن للنوم أهمية كبيرة في تعزيز الذاكرة والتعلم، وهو أمر ضروري للنجاح الأكاديمي، كما أن النوم الجيد يساعد في تقليل التوتر والقلق، ويعزز الصحة النفسية العامة، والنوم الجيد يساعد في الحفاظ على الصحة الجسدية، ويقلل من خطر الأمراض المزمنة.

ويفضل ضبط روتين النوم، من خلال محاولة الذهاب إلى الفراش، والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، مع التأكد من أن غرفة نومك مظلمة، وهادئة، وباردة نوعًا ما، مع استخدام وسادة مريحة، حتى لا تؤدي إلى شد عضلات العنق، والتوتر والقلق، حيث ينام بعض الشباب على وسادتين، وتظل الرقبة معلقة طوال الليل.

مع تجنب استخدام الهواتف الذكية، أو الأجهزة اللوحية، أو أجهزة الكمبيوتر قبل النوم بساعة على الأقل؛ لأن الضوء الأزرق المنبعث منها يمكن أن يؤثر على نومك، مع أهمية ترك الجوال خارج غرفة النوم، والاستعانة بالمنبه القديم في الاستيقاظ، وضبط ساعات النوم على صلاة الفجر، ويمكنك المذاكرة بعد الصلاة، ووقت الفجر من أروع الأوقات في التحصيل والنشاط الذهني، مع ممارسة شيء من الرياضة كل فترة بين أوقات المذاكرة.

ومن المهم تجنب تناول الكافيين (الشاي، القهوة، والمشروبات الغازية)، وتجنب النيكوتين على الإطلاق، لا قبل النوم، ولا بعده؛ لأنها تؤثر على عمق النوم، ولك أن تعلم أن نقص ساعات النوم يمكن أن يؤثر على التركيز والذاكرة، مما يؤدي إلى انخفاض الأداء الأكاديمي، ويؤدي إلى زيادة التوتر والقلق، مما ينعكس على الصحة النفسية العامة، كما أن نقص النوم يمكن أن يزيد من خطر الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب.

وفقك الله لما فيه الخير.