ولداي لا يحافظان على ستر زوجتيهما..فما السبيل لنصحهما؟

2025-09-21 00:51:59 | إسلام ويب

السؤال:
لي ولدان متزوجان حديثًا، وأرى أنهما لا يهتمان بلبس زوجاتهما؛ فهو غير مستور، وواحد منهما يترك الصلاة دائمًا، نبهتهما على ستر زوجاتهما، ولكني لا أرى أي تجاوب، فكيف أجعلهما يتجاوبان؟

الإجابــة:

نسخة من الإجابة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قرأت رسالتك، وجزاك الله خيرًا على غيرتك على زوجات أولادك هداهم الله جميعًا، ومن أجل مساعدتك في الحل الأنسب أقول الآتي:

أولاً: لا شك ولا ريب أن الزوج مسؤول عن زوجته، ولا سيما في التوجيه والإرشاد إلى اللباس الساتر، والحجاب الذي يصون المرأة المسلمة، وفي الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(المرأة عورة)، يعني يجب سترها، وقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوان العفة قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب:59]، وقوله تعالى: (فلا يؤذين) إشارة إلى أن معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولذويها بالفتنة والشر، وكون المرأة تخرج خارج بيتها بلباس غير مستور، فإنها معرضة للوعيد الوارد في حديث النبي -صلى الله وسلم- حيث قال:(أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عز وجل عنها ستره)، أخرجه أصحاب السنن. ولما دخلت نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بثياب رقاق، قالت: "كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات".

فعلى ولديك أن يكونا على غيرة، كل على زوجته، فالرجل السوي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته، فعليك بالنصح والإرشاد لولديك، وأيضًا قومي بإسداء النصيحة لزوجتي ولديك فإنك بمقام الأم لهن -وفقك الله-، ويمكنك إقامة لقاءات إيمانية أسرية وتدعى إليها داعية، فتحض الحاضرات على اللباس الساتر، وكذلك حسن تعاملك مع زوجتي ولديك قد يكون له تأثير حيث إن القلوب جبلت على محبة من أحسن إليها، فإذا حصلت المحبة لك منهما، فبطبيعة الأمر سيكون الحب والود والاحترام سببًا في أخذ نصيحتك بعين الاعتبار، وأيضا الاجتهاد على الولدين في التأثير كل واحد على زوجته، مع كثرة الدعاء لهما بالخير والصلاح وحب الحشمة والستر، والله الموفق للخير.

ثانيًا: أما موضوع ترك الصلاة من قبل أحد ولديك، فهذه مصيبة عظيمة، لا سيما وأنه كما في الرسالة يترك الصلاة دائمًا، فلا بد لك من النصيحة، وتحذيره من ترك الصلاة، فإن الصلاة صلة بين العبد وبين ربه تعالى، والصلاة عماد الدين، والصلاة أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وهي آخر وصية وصى بها رسول الله -صلى الله وسلم- عند مفارقته للحياة، وقد توعد الله الذين يضيعون الصلاة، فقال تعالى:(فخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)، وهذا فيمن ضيع الصلاة، فكيف بمن تركها بالكلية؟! بل هناك أحاديث مصرحة بكفر تارك الصلاة، من ذلك حديث جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة)، أخرجه مسلم، وعن بريدة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، رواه أحمد وأصحاب السنة، ولا بد من بيان عظم ترك الصلاة.

ثالثًا: في الحقيقة ينبغي أن يهتم الوالدان بمسألة الصلاة، وأمر أولادهم بالصلاة وهم صغار حتى يعتادوا عليها كبارًا؛ لأن الذي يترك الصلاة كبيرًا، غالبًا لم يُعط توجيهات ونصح عن الصلاة في الصغر، والهداية بيد الله، فنسأل الله أن يهدي ولدك وأن يحبب إليه الصلاة، اللهم آمين.

وفي الأخير عليك بأداء النصح في هذين الأمرين: الصلاة، ولباس زوجتيّ ولديك، ولك الأجر -إن شاء الله-، ونسأل الله تعالى الهداية للجميع والتوفيق، اللهم آمين.

www.islamweb.net