حلفت أن لا أعود للحرام وأخشى أن يؤاخذني الله بقولي!

2025-09-16 01:17:33 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا صاحبة استشارة سابقة وأشكركم على إجاباتكم، وأكتب لكم مرةً ثانيةً لأعطيكم مزيدًا من التفاصيل، وأود أن أقول: بارك الله فيكم على إجاباتكم القيمة؛ فأنتم حقًا عائلة ثانية لي.

أنا فتاة أعيش في بيئة صارمة، وكانت لدي قريبة تزورنا أحيانا برفقة ابنتها، وكنا نلعب كأي طفلين، ولكن كما أخبرتكم في الاستشارة عندما كنت في سن السادسة أو السابعة، إذا بها يومًا ما تفعل أمورًا مشينةً، ثم بدأت تلمسني، وأنا لم أفهم ماذا تفعل.

هذه الفتاة كانت فاسدةً رغم أنها كانت تكبرني بأربع سنوات فقط في ذلك الوقت، المهم كانت تأتي أحيانًا فقط لدينا؛ مما دفعني فيما بعد لممارسة العادة، ولم أكن قد بلغت بعد في ذلك الوقت، يعني لا أميز بين الحلال والحرام، وما ينفع أو يضر، ولم أكن أعرف معنى ما فعلته هي، ولا ما أفعله أنا.

في يوم من الأيام أردت التوقف عما أفعله، ولأني لم أكن أعرف معنى التوبة كي أريح ضميري، حلفت ثلاثًا أنني إن عدت إلى ذلك فسيعاقبني الله بأشد العقوبات، ولكم أن تتخيلوا ما هي، فقد ذهبت وأنا سعيدة لأني منعت نفسي من تكرار ذلك مرةً أخرى، غير مدركة بفظاعة قولي.

ولقد ذكرت ذلك في فتوى على موقعكم، وإلى الآن لا أزال أتخبط في فكرة هل أنا مؤاخذة بهذا الكلام، أم لا؟ لأني صلت وجلت في شتى المواقع أبحث عن إجابة ولم أجدها، المهم توقفت عن هذا الفعل قبل البلوغ، والآن أنا خائفة من أن يضرني فعلي هذا.

ثم بدأت أعراض الوسواس القهري تظهر، وأصبحت مصابةً به طوال السنوات التي بعدها، والآن بدأت أشفى منه تدريجيًا -والحمد لله-، لقد أصبح هذا الموضوع يقلقني كثيرًا، وأخاف أن يؤاخذني الله بقولي، فأبكي كثيرًا، وأحيانًا في المنام تأتيني أفكار سيئة، فأخاف أن أؤاخذ بها، أنا في حيرة من أمري، فما نصيحتكم لي؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بكِ -ابنتَنا الفاضلة- في الموقع، ونحن سعداء بتكرار التواصل، ونحن في خدمة أبنائنا وبناتنا، وزادكِ الله حرصًا وخيرًا، وأنتِ على خير، ونبشركِ بأن التوبة تجبُّ ما قبلها، وأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، بل نبشركِ بأنكِ لم تُؤاخذي؛ فالقلم مرفوعٌ عن الصبية حتى تبلغ، والواضح أن الخطأ كان في مرحلة ما قبل البلوغ، وحتى لو كان بعدها فالأمر –كما أشرنا– التوبة تَجُبُّ ما قبلها، والتائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، وهذا الندم تُؤجَرين عليه، والندم توبة.

فاستأنفي حياتكِ الجديدة بأملٍ جديد، وبثقةٍ في ربنا المجيد، واعلمي أن الذي يريد أن يذكّركِ بالماضي هو عدوُّنا الشيطان، الذي همُّه أن يُحزن أهل الإيمان: {لِيَحْزُنَ ٱلَّذِينَ آمَنُوا وليس بضارِّهم شيئًا}، فإذا ذكّركِ الشيطان بما كان، فتشاغلي عنه بالنظر إلى المستقبل، وغيظيه بذكر الله -تبارك وتعالى-، واعلمي أن هذا العدو يحزن إذا تُبنا، ويندم إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا تبارك وتعالى.

لا تُحمّلي نفسكِ ما لا تُطيقين، ولا تسألي بعد هذا السؤال، وتوكلي على الله -تبارك وتعالى-، واستأنفي العمل في الخير، فـ {إن الحسنات يُذهبن السيئات}، وما حصل من الفتاة المذكورة في المرحلة العمرية المذكورة لا تُؤاخذين عليه مطلقًا، والحمد لله الذي عافاكِ مما حصل، وأنتِ قادرة –بتوفيق من الله– أن تتجاوزي كل هذه الصعاب، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُعينكِ على الخير.

نؤكد أن الأمر –كما ذكرتِ– أنكِ توقفتِ عن هذا الفعل قبل البلوغ، والآن تقولين إنك تخافين أن يضرّكِ، فلن يضرّكِ شيئًا هذا الوسواس، فتعوّذي بالله من شر الشيطان، وعامليه بنقيض قصده كما أشرنا، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُعجِّل لكِ ببلوغ الشفاء والعافية، ولا داعي للقلق مما كان؛ فتلك صفحات طُويت، ولن يُؤاخذكِ الله بها، ولن يُسائلكِ عليها، ونسأل الله أن يُعينكِ على كل أمرٍ يُرضيه.

حتى تسعدي في نومكِ: حاولي أن تنامي على ذكرٍ وطاعةٍ لله -تبارك وتعالى- ولا تجعلي للأفكار السيئة مجالاً، بل يجب على الإنسان أن يدفع الخاطرة، والله لا يُؤاخذنا بما نُحدِّث به أنفسنا ما لم يتحوَّل إلى عمل، ونسأل الله أن يُعينكِ على الخير، واخرجي من حيرتكِ، ونكرّر الترحيب بكِ في موقعكِ، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولكِ التوفيق والهداية والثبات.

www.islamweb.net