ما هي وسائل علاج الاضطراب الوجداني وتشتت الانتباه؟
2025-09-18 00:20:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطب من النوع الثاني، ويصاحبه اضطراب فرط الحركة، وتشتت الانتباه -ADHD-، وقلق.
كنت بحاجة إلى معرفة كيفية التعامل مع هذه الاضطرابات، وما هو العلاج السلوكي المعرفي المناسب لها، وما هي المهارات التي أحتاج إلى اكتسابها، وأود أن أعرف ما الذي أحتاج إليه لتغيير نمط حياتي، حتى أتمكن من ترك العلاج بعد فترة دون انتكاسة، أم من الأفضل الاستمرار في العلاج مدى الحياة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
تشخيص الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، مع وجود متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه، أو تشتت التركيز دون فرط للحركة؛ يحتاج حقيقة للكثير من المهارات والقدرات من جانب الطبيب، وأنا متأكد أنك قد ذهبت إلى الطبيب الممتاز الذي أثبت لك هذا التشخيص.
عمومًا العلاج الدوائي مهم في حالتك، وتجنب الأدوية حقيقة من نوع الإنفتامينات، التي تُستعمل لعلاج متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه، سيكون هو الأفضل في حالتك؛ لأن هذه الأدوية يعاب عليها أنها قد تؤدي إلى تبعات سلبية جدًّا فيما يتعلق بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وهناك أدوية تُعالج ذلك، وفي ذات الوقت تُعالج متلازمة فرط الحركة واضطراب الانتباه، وهذه الأدوية معروفة لدى الأطباء.
بالنسبة لمواصلة العلاج: طبعًا بالنسبة للاضطراب الوجداني ثنائي القطب، إذا كان التشخيص مثبتًا، وأصيب الإنسان بأكثر من نوبتين في حياته؛ فلا بد من الاستمرار على الجرعة الوقائية لمدة لا تقل عن خمس سنوات، وإذا كان هناك تاريخ لهذا المرض في الأسرة، فقد يحتاج الشخص إلى الجرعات الوقائية لمدة أطول.
لذا أقول: إن متابعتك مع طبيبك أمر ضروري، وأؤكد لك أنه يمكنك أن تعيشي حياة طبيعية جدًّا، فالكثير من الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب يكونون على المستوى الفكري دائمًا إيجابيين ومتحفزين، ولديهم نشاط، أنا شخصيًا أعرف من لديهم مهارات كتابية وتأليفية رغم معاناتهم من هذا الاضطراب، ولكن الذي يميزهم هو انضباطهم الشديد في متابعة أطبائهم، والتزامهم بتناول العلاج.
بالنسبة للعلاج السلوكي: هناك عدة علاجات سلوكية، أبسطها وأفضلها هو حُسن إدارة الوقت، حسن إدارة الوقت من الفنون السلوكية المهمة، والذي يجيد تنظيم وقته قطعًا، سوف يجيد تنظيم حياته، والنقطة الجوهرية والارتكازية في حسن إدارة الوقت: هي تجنب السهر، والنوم الليلي المبكر له فوائد كبيرة، خاصةً بالنسبة لمن يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.
النوم المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في الجسد، في المنظومة الدماغية الكيميائية، ويستيقظ الإنسان نشيطًا في الصباح، يؤدي صلاة الفجر في وقتها، ويمكن الاستفادة من الفترة بعد الصلاة في عمل أشياء كثيرة.
إذًا النوم الليلي المبكر أمرٌ مهم، وممارسة أي نوع من الرياضة نعتبرها أمرًا سلوكيًا مفيدًا جدًّا، والحرص على الواجبات الدينية، وزيارة الأرحام، هذا أيضًا علاج سلوكي، والتفكير الإيجابي، والمشاعر الإيجابية، والأفعال الإيجابية؛ هذه كلها عناصر مهمة للعلاج السلوكي، بمعنى أن مثلث الأفكار والمشاعر والأفعال يجب أن نفعّله، وأن نجعله دائمًا إيجابيًا.
أيتها الفاضلة الكريمة: إن وضعك لنفسك أهدافًا في الحياة يعد علاجًا سلوكيًا، نعم، حددي لنفسك أهدافًا، حتى وإن كانت بسيطة، واضبطي الآليات التي توصلك إلى هذه الأهداف، و-إن شاء الله- ستشعرين بالإنجاز، وستجدين نفسك أكثر إيجابية فيما يتعلق بصحتك النفسية.
بارك الله فيك، وجزاكِ الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.