سرطان الرحم بعد استئصاله: هل يمكن أن ينتشر في مكان آخر؟
2025-09-23 00:07:09 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
تحياتي الخالصة لكم على هذا الموقع الرائع.
والدتي تبلغ من العمر 65 عامًا، وتعاني من مرض سرطان الرئة، والذي كان قبل عامين في عنق الرحم.
خضعت لجلسات من العلاج بالأشعة، والكيماوي، والليزر، ثم أجرت عملية استئصال للرحم والورم بالكامل، وبعد شهر واحد، انتشر المرض إلى الرئة، فتلقّت علاجًا كيماويًا عبر 6 جلسات، وكانت الأدوية المستخدمة:
Bevacizumab – Carboplatine – Paclitaxel
ثم خضعت لثلاث جلسات من دواء Bevacizumab وحده، وتحسّنت حالتها بنسبة 70%، فقالت لها الطبيبة: سنتوقف عن العلاج الكيماوي لمدة شهرين، ثم نجري تصويرًا بالأشعة المقطعية (TDM) لنرى مدى تطور الحالة.
سؤالي: هل يمكن أن ينتشر المرض إلى أعضاء أخرى خلال فترة التوقف عن العلاج الكيماوي؟ وهل هناك أمل في الشفاء التام؟
كما سمعنا كثيرًا عن عشبة الشيح، وأنها تقتل الخلايا السرطانية، فهل يمكن لوالدتي تناولها خلال فترة التوقف عن العلاج الكيماوي؟ أم أن ذلك قد يضر بصحتها؟
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكريا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
نسأل الله عز و جل أن يهون على والدتك آلامها ومعاناتها.
في علاج سرطان عنق الرحم المنتشر (metastatic cervical cancer)، خصوصًا بعد أن يعود المرض، أو يتقدم رغم العلاج الأولي، قرارات العلاج (بما فيها التوقف المؤقت عن الكيماوي) تختلف من مريض لآخر، القرار يعتمد على حجم المرض في الجسم، حالة المريضة الصحية العامة، الآثار الجانبية المتراكمة من العلاج، وأهداف الخطة العلاجية.
العلاج الذي أخذته والدتك (Bevacizumab مع Carboplatin وPaclitaxel) هو بروتوكول معتمد من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج حالات سرطان عنق الرحم المستمر، أو المتكرر، أو المنتشر.
إيقاف العلاج مؤقتًا لمدة شهرين لعمل فحوصات متابعة (مثل المسح النووي، أو الأشعة) ليس أمرًا نادرًا في الأورام، الأطباء قد يفعلون ذلك إذا أنهت المريضة عددًا محددًا من الدورات، أو إذا ظهرت آثار جانبية قوية، وتحتاج المريضة للراحة، أو إذا كان المطلوب تقييم مدى استجابة المرض للعلاج قبل الاستمرار.
لكن من المهم أن يُعرف أن هناك بالفعل احتمالاً حقيقيًا أن يتطور المرض، أو ينتشر أكثر خلال فترة التوقف، خاصةً إذا كان المرض عدوانيًا أو سريع النمو؛ لذلك يجب أن يتم القرار بموازنة دقيقة بين الفوائد والمخاطر، مع متابعة دقيقة للمريضة خلال فترة التوقف.
بالنسبة لاحتمالية الشفاء التام؛ فاستنادًا إلى ما هو متوفر في الدراسات الطبية، فإن احتمال الشفاء التام في مثل هذه الحالة ضعيف جدًا، لكن الهدف من العلاج في هذه المرحلة يكون بالدرجة الأولى إطالة عمر المريضة قدر المستطاع، والحرص على راحتها وتحسين نوعية حياتها.
أما بالنسبة لـ عشبة الشيح (Artemisia)، حتى الآن لا يوجد أي دليل علمي قوي، أو دراسات معتمدة تثبت أنها تعالج سرطان عنق الرحم، أو الأورام المنتشرة، لا توجد موافقات من الـ FDA على استخدامها لعلاج السرطان، ولا توجد تجارب سريرية عالية الجودة تدعم فائدتها في هذا المجال.
كذلك، لا توجد معلومات كافية أو مؤكدة حول تفاعلاتها مع أدوية مثل: Bevacizumab، أو Carboplatin، أو Paclitaxel، وهذا يعني أن استخدامها قد يحمل مخاطر غير معروفة، سواء من ناحية الأعراض الجانبية، أو من ناحية التداخل مع أدوية السرطان؛ لذلك الأطباء عادةً لا ينصحون باستخدام الأعشاب، أو العلاجات غير المثبتة علميًا أثناء علاج الأورام.
والله الموفق.