إسهال مصحوب بالدم وألم في المستقيم وحمى..ما تشخيص ذلك؟
2025-09-23 03:07:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
تم تشخيصي بمتلازمة القولون العصبي منذ خمس سنوات، وكانت تظهر لدي أعراض مرتبطة بالتوتر، مثل الغثيان، والقيء، وارتجاع المريء بشكل دائم.
قبل سنة، بدأت تظهر لدي أعراض جديدة، منها الإسهال المصحوب بمخاط كثيف ودم، أجريت فحوصات مثل تحليل الدم الخفي، وC-Reactive Protein، وCBC، وتحليل البراز، وكانت النتائج سليمة، فحصني الطبيب سريريًا، ووصف لي مضادًا حيويًا لمدة خمسة أيام، فتحسنت حالتي قليلًا، لكن بقيت بعض الأعراض، وعندما راجعته مجددًا، نصحني بتكرار المضاد الحيوي لمدة خمسة أيام أخرى، لكنني لم أتناوله، وتحسنت حالتي تدريجيًا، رغم استمرار ظهور أعراض خفيفة بين الحين والآخر.
قبل أسبوعين، عادت نفس الأعراض: إسهال مصحوب بمخاط ودم، حاجة ملحة للتبرز، ألم في المستقيم، حمى شديدة، وسخونة في الأطراف.
قابلت طبيبًا، وطلب مني إجراء فحص CBC وتحليل البراز، وكانت النتائج سليمة، باستثناء انخفاض طفيف في الهيموغلوبين (12.8). وصف لي حبوب الحديد ودواء الدسباتالين، وقد شعرت بتحسن طفيف في ألم المستقيم، والحاجة للتبرز، والإسهال.
لكن المشكلة أنني كلما تناولت شيئًا بسيطًا، تعود الأعراض من جديد: إسهال ومخاط مصحوب بالدم.
أنا قلقة جدًا، والحمد لله على كل حال.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Smara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأعراض الجديدة المتمثلة في الإسهال المتكرر المصحوب بمخاط ودم، مع الشعور بالإلحاح للتبرز، وألم في المستقيم، ووجود حُمّى متقطعة، مع فقر دم بسيط، عند مريض سبق تشخيصه بمتلازمة القولون العصبي، تُثير القلق من وجود مرض عضوي في القولون، وعلى رأس الاحتمالات مرض التهاب الأمعاء المزمن، مثل التهاب القولون التقرحي، أو داء كرون.
وجود علامات إنذار مثل نزول الدم مع البراز، الألم الشرجي، الحمى، وفقر الدم يجعلنا ننتقل من تشخيص وظيفي -كالقولون العصبي- إلى ضرورة البحث الدقيق عن أسباب التهابية، أو التهابية معدية، أو حتى أورام.
الاحتمالات التشخيصية التي يجب استبعادها أو إثباتها:
-التهاب القولون التقرحي: حيث إن نزول الدم والمخاط مع البراز، والحاجة الملحة للتبرز، والألم الشرجي، أعراض نموذجية، خاصة أن المرض يبدأ عادة من المستقيم ويمتد للأعلى بشكل متصل.
- داء كرون: الذي قد يظهر بأعراض مشابهة، لكنه عادة يصيب الأمعاء بشكل متقطع، مع احتمال وجود ناسور أو التهاب حول الشرج.
التهابات القولون المعدية: مثل جرثومة الكلوستريديوم (C. difficile) أو السالمونيلا أو الشيغيلا، فهي قد تسبب إسهالاً دموياً مع الحمى.
- التهاب القولون المجهري، رغم أنه أقل احتمالاً هنا؛ لأنه لا يسبب عادة دمًا واضحًا في البراز.
- الأورام أو اللحميات في القولون، حتى وإن كان الاحتمال ضعيفاً في المرضى الأصغر سناً، لكنه لا يُستبعد عند وجود دم بالبراز.
-التهاب القولون الإقفاري، الذي غالباً يظهر عند كبار السن، أو من لديهم أمراض شرايين.
الفحوصات والخطوات القادمة:
زيارة أخصائي أمراض الجهاز الهضمي ومناظير -إن تيسر-، أو زيارة طبيب الأسرة، ومن ثم يتم التحويل لأخصائي المناظير.
- فحص الكالبروتكتين، أو اللاكتوفيرين في البراز؛ لتمييز القولون العصبي عن مرض التهاب الأمعاء.
- تحليل براز شامل يشمل زراعة البراز، وفحص الطفيليات والكلوستريديوم.
- منظار القولون، مع أخذ عينات لتأكيد التشخيص، وهو أهم فحص لتشخيص الحالة بدقة، حيث يوضح شكل الغشاء المبطن للقولون، ويحدد ما إذا كان التهاباً تقرحياً، أو داء كرون، أو غيرهما.
- تحاليل دم إضافية، مثل الحديد، فيتامين B12، حمض الفوليك، ومؤشرات الالتهاب.
- تصوير الأمعاء الدقيقة بالرنين، أو الأشعة المقطعية، إذا كان هناك شك بوجود إصابة في الأمعاء الدقيقة كما في داء كرون.
- فحص مرض السيلياك -حساسية القمح- ضمن تقييم الإسهال المزمن.
وأخيراً: نسأل الله لك الشفاء والعافية.