أخاف من الموت وساء تحصيلي الدراسي، فما العلاج؟

2025-09-24 23:14:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أعاني من ألم في الصدر، بدأ منذ 4 أشهر، حيث استيقظت وكانت يدي فيها تنميل؛ فقد كنت نائمًا عليها، فخفت جدًا أن تكون جلطةً، وبعد هذا الخوف بدأ يأتيني ألم في صدري ويدي اليسرى، ثم صار يتكرر كل يوم بشكل متقطع، وفي أماكن متفرقة، لكن أغلبها في الجانب الأيسر، أو منتصف الصدر، وبعضها في الجانب الأيمن، ولكن الآن ظهر شيء جديد، وهو ألم قوي أسفل الإبط الأيسر، مع ألم في كامل اليد اليسرى، وبقي طوال الليل، وحتى عندما استيقظت لا يزال موجودًا.

فقمت، ومارست بعض التمارين، فأصابني ألم مع المجهود في يمين الصدر، وزال عند الراحة، والغريب أن يدي اليسرى لم تعد تؤلمني بعد التمرين، مثلًا لو قفزت 50 قفزةً لا يحدث شيء، ولكن لو وصلت إلى 100 قفزة، فإني أشعر بألم في الجانب الأيمن من صدري، ويزيد كلما بذلت جهدًا أكبر.

خلال هذه الأشهر ظهرت علي أعراض عديدة: كالخفقان، ورفرفة متقطعة استمرت لأسبوع، وألم في صدري متقطع كان ينتابني خلال هذه الفترة، عملت تخطيطًا للقلب عدة مرات، ولكن كلها كانت في حالة راحة، وعدم وجود ألم، وكانت طبيعيةً، عدى تخطيط واحد كان فيه تسارع بسيط 108bpm، وعملت إيكو للقلب قبل ثلاثة أشهر، وكان طبيعيًا، وأخذت مكملات مغنزيوم، ومرخياً عضلياً، ووصف لي الطبيب دواء دوغماتيل (سلبيريد)، ولكن كلها لم تجد نفعًا، وأخاف أن يكون لدي تضيق في الشرايين (ذبحة صدرية مستقرة مثلاً)، ولم تظهر في التخطيط.

حياتي أصبحت كارثيةً بسبب الألم، وتحصيلي الدراسي ساء جدًا، ولم أعد أقدر على التفكير إلا بالألم، وأخاف من الموت، وقد وصل بي الحال لدرجة أني لا أستطيع البقاء وحدي، فيما لو أصابني أمر أن يتصل أحد بالإسعاف، وأنا أعيش في قرية، والمستشفى يبعد أكثر من عشر دقائق.

أعلم أن أجل الله إذا جاء لا يؤخر، لكنني أعيش في قلق وخوف دائم، ولم أحصل على تشخيص موثوق، وفي بلدي لا نملك رعايةً صحيةً جيدةً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل المؤشرات سواء السن، أو حجم الرياضة (50 قفزةً، وقد تصل إلى 100 قفزة)، ونتيجة الإيكو، وتخطيط القلب تقول بأنك لا تعاني من مرض القلب المزمن، ومعروف أن الإيكو يقوم بتصوير الشرايين، والأوردة القلبية، والصمامات، وغرف القلب بشكل دقيق، فلا مجال للشك في وجود ضيق الشرايين، أو ذبحة صدرية مستقرة.

تحول لديك الألم والتنميل بسبب النوم على ذراعك إلى خوف مرضي، يضطرب معه مستوى هرمون السيروتونين، ويصاحب الخوف المرضي ألم في الصدر، وصعوبة في التنفس، مع تسارع في ضربات القلب، وقد تشعر بالدوار والغثيان، وبعض التعرق، والخوف من أمراض القلب والجلطات، بشكل غير منطقي في سن الشباب المبكر، والتفكير المفرط في الأمراض والجلطات، وعدم البقاء وحدك خوفًا من أن تصاب بجلطة، أو أزمة قلبية.

ومن بين أعراض الخوف المرضي: الشعور بالرجفة، نتيجة الخوف والقلق المفرط من الأمراض، بالإضافة إلى الرغبة الملحة للذهاب إلى الحمام، نتيجة القلق والخوف، وبعض الجفاف في الفم، وإذا كنت تعاني من تلك الأعراض فلا مانع من زيارة طبيب نفسي؛ لتعرف طرق العلاج السلوكي والمعرفي، أي معرفة أعراض الخوف المرضي، وطرق التعامل مع تلك الأعراض، وتفنيدها بالمنطق.

من المعروف أن الأدوية المضادة للاكتئاب تساعد في ضبط مستوى هرمون السيروتونين، وبالتالي تساعد في التخلص من الخوف المرضي، ومن بين تلك الأدوية: دواء سلبريد الذي وصفه لك الطبيب، ولكن تناول 25 مج من دواء سيرترالين zolofit or lustral لعدة أسابيع، ثم رفع الجرعة إلى 50 ملجرام، لعدة أشهر، ثم خفضها إلى 25 ملجرام لعدة أسابيع، ثم التوقف عن تناول الدواء، هذا يساعد كثيرًا في علاج الخوف المرضي.

ومما يساعد في رفع نسبة هرمون السيروتونين بشكل طبيعي: ممارسة رياضة المشي لمدة ساعة على الأقل في الحدائق العامة، والأماكن المفتوحة مع أسرتك، مع أهمية غذاء الروح كما نغذي الجسد، من خلال: الصلاة على وقتها، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ومن المهم الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً، لمدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات، مع ساعة القيلولة ظهرًا.

نؤكد دائمًا على أهمية أخذ حقنة فيتامين D3، بجرعة 300000 وحدة دولية، أو جرعة 200000 وحدة دولية حسب المتوفر، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية، بجرعة 50000 وحدة دولية، كبسولة واحدة أسبوعيًا، لمدة 12 أسبوعًا، مع الحرص تناول مكملات غذائية، مثل: حبوب المغنسيوم 500 مج، وحبوب الكالسيوم 500 مج، وفيتامين C بجرعة واحد جرام بشكل يومي، لمدة شهرين أو أكثر، وهي موجودة في محلات المكملات الغذائية، وفي الصيدليات.

وفقك الله لما فيه الخير.

www.islamweb.net