صرت أخاف من عدوى الحيوانات، فهل خوفي مبالغ فيه؟
2025-09-24 02:36:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لقد أخذت قطتي إلى طبيب، وهناك وقعت محفظة النقود، فأخذتها أمي وأنا أحمل قطتي، ودخل شعرها في أنفي، فقامت أمي بمسح أنفي بتلك المحفظة، وخفت أن يكون عليها لعاب كلب أو قطة فيها داء الكلب ثم ينتقل إلي.
الأمر الثاني: وهو أني في بداية هذا الشهر كنت واقفةً على رصيف، وكان هناك كلب على الطريق داخل السيارة التي تحمل الخضار، ولكن لم تكن هناك سلع خضار، بل الكلب، وكان ينبح كثيرًا، وخفت أن يكون مريضًا، ولعابه جاء على أنفي، أو فمي، أو عيني، أو حتى الجرح الذي كان على إصبع قدمي، وكان على بعد متر، أو متر ونصف، أو مترين، لا أتذكر جيدًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
واضحٌ -أختي الفاضلة- ممَّا ورد في سؤالك أنك تعانين ممَّا نسميه الخوف من العدوى، الخوف من أن تصابي بشيء من الحيوانات كالقطط والكلاب، وقد سرني أن هذا لم يمنعك من أن تكون لديك قطة تقومين بتربيتها ورعايتها، حتى أنك أخذتها إلى الطبيب البيطري، فهذا أمر طيب، كما قال النبي ﷺ: (وفي كل كبد رطبة أجر)، فهذا أنت مأجورة عليه.
أمَّا خوفك من أن تصابي بالعدوى: فمن المعروف أن الخوف في كثيرٍ من الأحيان غير منطقي، وغير معقول، والخوف له دور أساسي في حياتنا؛ فهو يُنبهنا إلى إمكانية الخطر، وبالتالي نتخذ الإجراءات المناسبة، ولكن إن زاد هذا الخوف عن الحدِّ الطبيعي -كما هو الحال عندك-، وخوفك من أن تصابي بعدوى من الكلاب، مع أن الكلب بعيدٌ عنك، وأنت غير ملامسة له، ومع ذلك تشعرين بالخوف، هذا النوع من الخوف هو خوف نفسي غير منطقي، وغير معقول، إلَّا أن الخوف حقيقي، لا أقول إنه وهمي، فماذا علينا أن نفعل في هذه الحالة؟
أولًا: نستفيد من موضوع الخوف في أن نحمي أنفسنا قدر المستطاع؛ فأنت مثلًا في رعايتك لقطتك، لا شك أنك تتخذين الإجراءات السليمة في رعايتها، والحفاظ على صحتكم.
ثانيًا: أما بالنسبة للحيوانات الأخرى البعيدة عنك فاطمئني، فلن يُصيبك شيءٌ منها طالما أنك بعيدة عنها، ولا تُلامسينها، وخاصةً الكلاب وغيرها من الحيوانات التي قد تكون مُفترسة أحيانًا، وأيضًا يُفيد الحفاظ على مسافة معقولة من الحيوانات التي أنت غير مطمئنة لها.
أمر آخر نقوم به أحيانًا وهو: أننا نسأل ما هو أسوأ ما يمكن أن يحصل؟
نلاحظ من جواب هذا السؤال أنه لن يحصل شيء؛ فما هي إلَّا مخاوف تذهب في حال سبيلها.
وماذا نفعل، وأنت في حالة الخوف؟
عادةً ننصح ببعض الأمور التي تساعد على الاسترخاء، ومنها: التنفُّس، وما نسميه (4 - 4 - 6) أي: تأخذين شهيقًا لمدة 4 ثوانٍ، ثم تحبسين النفس لمدة 4 ثوانٍ، ثم الزفير البطيء في 6 ثوانٍ.
أنا أعتقد -أختي الفاضلة- أنك ستتجاوزين هذا الحال الذي أنت عليه، ولا أظنّ أنك في هذه المرحلة في حاجة إلى زيارة العيادة النفسية للتشخيص والعلاج، ولكن إن استمر هذا الخوف أو الرّهاب، أو ازدادت شدته، وتعدى إلى غيره من المواقف؛ فالعيادة النفسية موجودة، ولا بأس من الاستشارة، فما خاب من استشار.
أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، ويُيَسِّر أمرك، ويُعينك على تجاوز هذا الحال.