علاقتي بخالي مقطوعة، فكيف أتواصل معه وأنا بطبعي خجول؟

2025-09-25 00:06:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتى خجول جدًا، وأجد صعوبة كبيرة في التحدث مع الآخرين عبر الهاتف، ولهذا لا أستطيع الاتصال بخالي، وهو يعيش بعيدًا عنا، ولم أزره منذ وقت طويل؛ إذ كنت صغيرًا آنذاك، والآن بعد أن كبرت، أصبحت أدرك أهمية صلة الرحم، وأشعر أن خالي ربما قد نسيَني، خاصة أنه لا يملك هاتفًا، وتفصلنا عنه مسافة بعيدة؛ مما يجعل زيارته صعبة.

فكرت في أن أتواصل مع ابنه، وأسأله عن مكان والده، لكنني أشعر بالحرج، فقد لا يعرفني خالي أصلًا، ولا أدري كيف ستكون ردة فعله، فما الذي يمكنني فعله في هذا الموقف؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حياك الله، وشرح صدرك، ووفقك لصلة رحمك، وجعل ما تحمل همه في ميزان حسناتك يوم تلقى ربك سبحانه وتعالى.

إن ما تشعر به من خجل أمر طبيعي، خاصة مع طول الانقطاع، لكن الجميل أنك تفكر في صلة رحمك؛ فهذا دليل حياة قلبك، فاحمد الله تعالى أن وفقك لهذا الشعور، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه" [رواه البخاري ومسلم].

بداية: تذكر فضل صلة الرحم؛ فهي سبب للبركة في العمر والرزق، وهي طاعة عظيمة، وما دمت تفكر فيها وتسعى إليها؛ فهذا دليل خير في قلبك، فاستعن بالله تعالى وأقدم، ولا تجعل الخجل يحرمك هذا الأجر، ثم إنك بحاجة إلى كسر حاجز الخجل بخطوة بسيطة، يمكنك أن تبدأ بالتواصل مع ابن خالك برسالة قصيرة، كبداية لكسر الجمود في التواصل، بعدها سيصبح التواصل أسهل.

ثم إني أقترح عليك بعض الطرق في التواصل؛ لعلها تكون مناسبة لخجلك ومعينة لك على صلة رحمك، من ذلك:

1- الرسائل المكتوبة: حيث يمكنك كتابة رسالة ورقية وإرسالها مع أحد، أو رسالة نصية مهذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وما أكثرها، وبذلك تتيح لنفسك فرصة في انتقاء ألفاظك، والتعبير عن مشاعرك.

2- الرسائل الصوتية: من خلال تسجيل صوتي قصير فيه السلام والدعاء، وإرساله ليسمعه خالك، وهذه طريقة لطيفة لمن يستحي من المكالمات، والتواصل المباشر.

3- إرسال هدية في مناسبة كالعيد، أو حتى بلا مناسبة، والهدية تقرّب القلوب وتدخل السرور، قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: "تهادوا تحابوا".

4- الدعاء بظهر الغيب لخالك بالبركة والصحة من أعظم صور الصلة، ولك مثل ما دعوت به، والسؤال المستمر بين فترة وأخرى، اسأل عن حاله وصحته عبر ابنه، أو من تعرف من أقاربه؛ فهذا يشعره بقيمته عندك.

5- الإعانة إن كان محتاجًا: فإن استطعت مساعدته ماليًا أو معنويًا؛ فهذا من أفضل القربات.

6- لا تستحِ من أنهم قد لا يعرفونك، فمن الطبيعي أن ينسى بعض الأقارب ملامح بعضهم مع طول الغياب، لكن سيفرح خالك كثيرًا حين يعلم أن ابن أخته تذكّره، ورغب في وصله.

7- الدعاء والاستعانة بالله: اسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، ويذهب عنك الخجل، ويعينك على الصلة، فالدعاء يلين القلوب، ويقوي العزم.

أخي الكريم: صلة الرحم ليست محصورة في الزيارة، بل كل ما يدل على المحبة والتواصل يدخل في بابها، والبدء بخطوة صغيرة سيجعل الأمر سهلًا ومبهجًا لك بعد ذلك.

وفقك الله لصلة رحمك، وكتب لك أجر هذه المشاعر الدافئة، ومنحك فوق ما تتمنى وتؤمِّل.

www.islamweb.net