بسبب المشاكل زوجتي ذهبت بالأولاد إلى بيت أختها وأنا أرفض ذلك!
2025-09-30 01:07:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
توجد مشاكل بيني وبين زوجتي، وقد ذهبتْ بالأولاد إلى بيت أختها، وأختها متزوجة، مع العلم أن بيت أبيها موجود، لكن أباها متوفى، وأمها عند بيت أختها الثانية، وأنا لا أريد أن يقيم أولادي في بيت زوج أختها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أخي الكريم- في إسلام ويب، وردًّا على استشارتك أقول وبالله تعالى التوفيق:
إن ما تشعر به من انزعاج لوجود أولادك في بيت زوج أختك قد يكون له مبررات حقيقية تخشى أن تؤثر على أبنائك، وخاصة إن كانت تؤثر على قيمهم وأخلاقهم ودينهم.
المشاكل العائلية حاصلة في كل بيت، بل لم تخلُ منها حتى بيوت النبي ﷺ، والذي ينبغي على الزوجين السعي والبحث عن الحلول المناسبة، مع تغليب مصلحة الأسرة والأبناء، وألّا يكون هناك عناد بين الزوجين، بل يجب على كل طرف أن يتنازل عن رأيه تغليبًا لمصلحة الأسرة.
وهنا أضع بين يديك بعض الحلول المقترحة:
• تواصل مع زوجتك بهدوء وبدون انفعال، وأشعرها بالأمان والاحترام، وأظهر لها حبك ووحشة البيت من دونها، ودغدغ مشاعرها بالكلمات الجميلة؛ فالمرأة كتلة من المشاعر، إن أشبعتها حصلتَ منها على ما تريد.
• عليك أن تُبيّن لها أن الشيطان حريص على تفكيك الأسر، واطلب منها لقاء للتفاهم، وإن كنت قد أخطأت فاعترف لها بخطئك، وبيّن لها خطأها بهدوء، فلعلها تبادر بالاعتراف.
• وضّح لها حرصك على مصلحة الأسرة والأبناء، وأن بقاءهم في بيت أختها ليس مناسبًا أبدًا، وإن رأيت أن من المناسب أن تُبيّن لها الأسباب فافعل.
• ابتعد عن العتاب واللوم؛ فذلك سيسبب تعقيد المشكلة، ويؤدي إلى العناد خاصة من قبل زوجتك.
• إن رفضت الالتقاء بك في هذه الفترة، فعليك أن تجعل البيت البديل الذي ستنتقل إليه مع أبنائك واضحًا ومهيأً، كبيت والدها أو بيت والدك إن لم يكن ثمة مانع، فإن أبت فليس أقل من أن تطلب منها أن تعود مع أبنائها إلى بيتك وأنت تخرج من البيت، مع الاستمرار في البحث عن الحل للمشكلة القائمة.
• يمكن أن تُوسّط شخصية موثوقة ومحايدة من العائلتين يكون كلامه مقبولًا، ويكون معروفًا عنه إرادة الإصلاح، كأن يكون عمًّا أو خالًا أو صديقًا للعائلة، أو إمام مسجد الحي؛ وذلك من أجل إقناعها بصلح يرضي الطرفين، أو على الأقل في هذه المرحلة بترتيب وضع الأولاد في مكان أفضل.
• إن كان لزوجتك أخ، فتواصل معه واشرح له الموقف بلطف، طالبًا مساعدته في حل الإشكال القائم، وبيّن له قبولك لما سيحكم به، أو على الأقل أن ينتقل الأبناء إلى بيئة مناسبة.
• أنت لم تُبيّن لنا سبب هذه المشكلة، فلو بيّنت لنا لكُنّا أعناك بوضع بعض الحلول المناسبة، فقد تكون المسألة مالية، وفي هذه الحال يمكنك أن تمنحها شيئًا من المال، أو أن الشقة غير مناسبة، فعدها بأن تبحث عن شقة أخرى، والحاصل أنه يمكنك معالجة ذلك السبب.
• لا تغفل الهدية؛ فهي من أسباب جلب المحبة كما قال ﷺ: «تهادوا تحابوا»، واعلم أن الرجل يجب عليه أن يكون كريمًا مع أهله؛ فإن النبي ﷺ قال: «وأيُّ داءٍ أدوأ من البخل؟» وكان يستعيذ بالله ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من البخل»، وبالطبع هذا من باب التذكير وليس الاتهام.
• ابقَ على تواصل دائم مع أبنائك؛ فإنهم في وضع جديد بعيدين عنك، ولا شك أن نفسيتهم غير مستقرة، ويشعرون بالقلق وعدم الارتياح من الأجواء الجديدة، فتواصلُك معهم وزيارتهم -إن أمكن- تجعلهم في طمأنينة، واحذر أن تذكر لهم الخلاف مع أمهم، بل أخبرهم بأنكم ستعودون إلى بيتكم عما قريب، حين تنهي أمهم أشغالها.
• في حال بذل جميع الحلول المتاحة ورفض الزوجة لها؛ فمن حقك الالتجاء إلى المحكمة الشرعية، لحفظ حقك في الوصاية على أولادك، ومنعهم من البيئة غير المناسبة.
• تضرّع بالدعاء بين يدي الله تعالى، وخاصة أثناء السجود وفي الثلث الأخير من الليل، وسل ربك أن يهدي زوجتك ويصلحها، وأن يلمّ شعث أسرتك، وكن على يقين أن الله سوف يستجيب دعاءك.
• أكثر من الأعمال الصالحة؛ فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسعادة، وأن يصلح زوجتك ويلهمها الصواب والحكمة، وأن يلمّ شعث أسرتك، إنه سميع مجيب.