أصابني الوسواس بسبب تعلقي الشديد بابني وخوف فقده

2025-09-30 02:21:15 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

متزوجة وعمري 29 سنة، أزهرية وأحسب أني على قدر من الدين، وهذا أكبر سبب يجعلني أتضايق مما سأقوله، أنا في داخلي صراع دائم، ما بين الوسواس الذي عندي، وأني بهذا التفكير أكون سيئة الظن بالله، وأني أستسلم للشيطان.

لدي ابن وبنت، الابن هو الأكبر، وعندما وُلد كان الهيموجلوبين لديه خمسة، من غير أي سبب طبي، وظل في الحضانة فترة، وتم نقل الدم إليه، ولا نعرف السبب، وبفضل الله وكرمه خرج بصحة وعافية، وبعدها عمل عملية تسليك في عينه، وعملية لتصحيح مجرى البول وهو صغير، حالياً -الله يبارك في عمره-، عمره أربع سنوات ونصف وهو بصحة وعافية، بفضل من الله وكرمه ورحمته.

المشكلة التي عندي وهي الوسواس من فقده، وهو أغلى شيء في دنياي حرفياً، وهو الدنيا كلها بالنسبة لي، والوسواس يزيد مع الأيام، وأصبحت أترجم مع الأيام أي كلمة تُقال، أو لأي شيء يحصل، وهذا يؤثر على نزوله في الحضانة أو المدرسة، أو أني أتركه عند أحد لساعات كثيرة، وأحلم بأشياء مشابهة، وهذا يؤثر عليّ في الأيام التي بعدها كثيراً، فيصبح يتألم قلبي دائماً، وأبكي دائماً، ولا أدري ماذا أعمل!

والدي توفاه الله قبل زواجي بأربعة أيام، فهل هذا الأمر له علاقة؟ لأني حزنت عليه جداً، وإلى الآن يأتي لي كل فترة اكتئاب بسبب وفاته.

أعتذر عن الإطالة، وجعل الله ما تقومون به في ميزان حسناتكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maryam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وأحمد الله تعالى لكِ على أنك خريجة أزهرية، وأنكِ –بإذن الله عز وجل– على قدر من التدين والإيمان، بارك الله لك في ولدك وابنتك، وكتب الله لهما تمام الصحة والعافية.

لا شك أن ما مررتِ به كان فترة صعبة، وخاصة مع ولادة ولدك الأكبر، وما عاناه في طفولته عند الولادة، فالحمد لله تعالى على تمام الصحة والعافية.

نعم -أختي الفاضلة- إن حالتكِ النفسية هذه من التعلق الشديد بطفلك، وخوفك عليه بهذه الطريقة التي أثرت عليك بهذا الشكل –والذي وصفته خير وصف في سؤالك– لا شك أن هذا له علاقة بالفترة أو المدة الصعبة عند ولادته، وما عاناه من نقص الهيموجلوبين والأمور الصحية الأخرى، وربما أيضًا له علاقة بوفاة والدك –رحمه الله– قبل زواجكِ بأربعة أيام.

الإنسان مخلوق مركب، تتراكم عنده الصدمات النفسية، والتي هي لحد كبير جزء طبيعي من حياتنا جميعًا، وأنا لا أشك بأنك –بإذن الله عز وجل– ستتجاوزين هذه الحالة التي أنت فيها، والتي وصفتها في سؤالك، ولا أعتقد أنك تحتاجين لأي علاج أو تدخل علاجي، وإنما يفيد أن نُذكر أنفسنا بالتوكل على الله عز وجل، فهو خير حافظ وخير معين، وأنت أدرى الناس بهذا، إلَّا أن التعلق والمحبة قد تغلب علينا أحيانًا، فتجعلنا نشعر بما تشعرين به.

أختي الفاضلة، مما يعينك: أن تصرفي بعضًا من انتباهك إلى أمور أخرى في الحياة، ربما تتعلق بك أنتِ شخصيًّا، فكما ذكرت أنت ربّة منزل، وهذا لا يمنع أن تكون عندك بعض الهوايات والأنشطة الخاصة بك؛ مما يعينك على صرف بعض الانتباه عن هذه الأمور التي تؤلمك وتجعلك تدخلين في حالة بكاء.

النبي ﷺ يعلّمنا بقوله: «إن لنفسك عليك حقًّا»، فأرجو ألَّا تنسي نفسكِ وأنت تقومين برعاية ابنك وابنتك؛ فهما سيستفيدان منك أكثر عندما تكونين راعية لنفسك، مقدّرة لها حق قدرها.

أدعو الله تعالى أن يحفظ طفلَيْك، وأن يكتب لهما تمام الصحة والعافية، وأن يشرح صدرك، ويُنزل عليك الطمأنينة والسكينة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

www.islamweb.net