الوسوسة شديدة ومستمرة وأصبحت تؤثر على حياتي، فما نصيحتكم لي؟
2025-10-02 01:14:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسبب طول فترة الوسوسة، وعندما انتبهتْ وجدتُ أنها قد اجتاحت كل شيء، حتى أصبح لها تأثير بدني ملحوظ، وأصبحتْ تجعلني أنسى، ولا أستطيع التركيز بشكل طبيعي، وأيضًا بسبب كثرة الضغط بدأت أستثقل بعض العبادات المفروضة، كما تأتيني خواطر سيئة بسبب هذا الضغط.
كنت أكلم الفتاوى الحية، وقالوا لي أن أعرض عنها، لكن المشكلة أنها تدخلت في كل شيء؛ فعندما أعرض عن شيء، يأتيني شيء آخر، الوساوس دينية ودنيوية، وأحيانًا تكون قوية بحيث لا أستطيع أن أرتاح منها.
فبماذا تنصحونني؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
نعم، يمكن للأفكار الوسواسية القهرية أن تقتحم ليس فقط عقولنا وأذهاننا، وإنما كل جوانب حياتنا من الناحية الجسدية والبدنية وغيرها، حتى إنها يمكن أن تؤثر على كامل أنشطتنا الحياتية، من عمل أو دراسة أو حتى العبادة، كما ورد في سؤالك، لذلك لا بد إن تأكد التشخيص أنه وسواس قهري؛ فلا بد من العلاج، وهناك طريقان –أخي الفاضل–:
• الطريق الأول: أن تحاول أن تمنع نفسك وتوقف تسلسل الأفكار الوسواسية، والأفكار السيئة أو السلبية كما ذكرت في سؤالك، وذلك بصرف انتباهك إلى أمور أخرى تشغلك كالدراسة، وخاصة أنك طالب، فهذا أنفع لك إن استطعت.
• الطريق الثاني: إن تعذّر عليك القيام بالأمر الأول، فليس هناك ما يمنع من أن تستشير العيادة النفسية؛ فيمكن عادة للوسواس القهري أن يبدأ وبشدّة في مثل هذا العمر الفتي الذي أنت عليه، ويمكن للطبيب النفسي (أولًا) أن يقوم بفحص الحالة النفسية، ويسألك العديد من الأسئلة؛ ليؤكد التشخيص أنه وسواس قهري، ثم يضع معك الخطة العلاجية، والتي قد تكون عبارة عن جلسات للعلاج النفسي عن طريق الكلام، وتحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية أكثر تكيفًا مع واقع الحياة، أو حتى باستعمال الأدوية النفسية لعلاج الوسواس القهري.
أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، وأرجو ألّا تتردد أو تتأخر في الاستشارة النفسية إن احتجت إليها.
والله الموفق.