أعجبت بفتاة وتقدمت لخطبتها ولكن أهلها رفضوا، فماذا أفعل؟
2025-10-02 01:26:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
قابلت فتاةً في الجامعة التي أدرس بها، ومنذ أن رأيتها أعجبت بها كثيرًا، ومنذ أن رأيتها وأنا أريد أن أتقدم لها، ولكن في البداية كنت أريد أن أعيش قصة حب أولاً، ثم حاولت أن أكلمها، ثم بالفعل تحدثنا في أمور الدراسة، ثم عملت مجموعةً مكونةً مني أنا، وهي، وصديقة أخرى، وصديق لنا، وكنت أتحدث معها في نطاق الدارسة، ثم تطورت الصداقة، وكانت تبحث عن عمل، وأنا -لله الحمد- أعمل مديرًا لمكتب ديكور، وهو بفضل الله ملكي أنا؛ فأنا المؤسس له، وجاءت لتعمل في المكتب، وخلال فترة عملها سأكون في الخارج، في قسم المعاينات وتسليم العمل، وهكذا تطورت العلاقة، وقلت لها أني أحبها، ومعجب بها، وسألتها عن إخوتها، فقالت: إن أخوها يدرس في قسم الهندسة، وقلت لها بأني أريد التعرف إليه.
المهم أني لا أريد أن أخسرهم، ولا أريدها أن تتأذى نفسيًا، كما أنني متعلق بها جدًا، وهي متعلقة بي جدًا، فإن أحضرت الجهاز كله لخطيبتي فهل سيكون في ذلك حرج عليها؟
وللعلم: فإن كل أهلها كانوا معي، ويعرفون بأني لم أخطئ في حقهم، أو حق ابنتهم، ولكن أمها وأخوها غير موافقين على زواجي منها، ولا يريدون تجهيزها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك اهتمامك، وحرصك على السؤال، ونسأل الله أن يزيدك خيرًا وتوفيقًا، وأن يعينك على الالتزام بقواعد الشرع في العلاقة مع هذه الفتاة أو غيرها من النساء.
واستمر في إتيان البيوت من أبوابها، وكرّر المحاولات، واطلب أصحاب الوجاهات، واستمر في التعامل معها بأدب، وفي حدود الشرع الذي شرّفنا الله -تبارك وتعالى- به.
والذي يظهر أنّ إخوتها قد تعرّفوا إليك، وهم يبدو أنهم موافقين على هذا الارتباط، فاستعن بكل صاحب وجاهة، وبكل عالم وداعية في الوصول إليها، ولا تربط هذا بعملها، ودعها تعمل كغيرها في العمل، ثم التزم بالقواعد الشرعية في الوصول إليها.
إذا كانت الفتاة تميل إليك، وإخوتها رضوا بك، وتعرّفوا إليك، وبقي رفض أحد إخوانها أو أُمها -كما هو واضح-، وأنهما غير راضين، فاجتهد وأحسن إليه، وأدخل أصحاب الوجاهات، وكرر المطالبة؛ لأن كثيرًا من الأسر إذا كرّر الخاطب الطلب فإنهم عند ذلك يعرفون صدقه، وجديته، وحرصه.
ولا مانع أيضًا أن تقوم بالتكاليف كاملةً؛ لأن هذه من الأمور التي يستطيع الإنسان بها أن يؤثر على قلوب الرافضين، وحتى لا يكون المال حجةً أمامهم في تجهيز ابنتهم، وكل هذه يمكن أن يعرض عن طريق الوسطاء، واجعل والدتك وأخواتك يتعرّفن إلى الأسرة؛ لأن الزواج ليس بين شاب وفتاة فحسب، لكنه بين بيتين، وأسرتين، وقبيلتين؛ ولذلك ينبغي أن توسع دائرة التعارف.
قم بما عليك من الواجبات، والتزم في هذه العلاقة، وفي غيرها بحدود الشرع، ولا تستمر في التمدد العاطفي إلّا بعد أن تتأكد أن العلاقة وُضعت في إطارها الشرعي، وأن الزواج ممكن، والارتباط ممكن؛ لأن استمرار علاقة عاطفية مع وجود الرفض من هنا أو هناك مصدر تعب للطرفين، وقد يكون مدخلًا للذنوب وللمخالفات، نسأل الله أن يحفظكم، وأن يعينكم على الخير، وأن يُقدّر لك الخير ثم يرضيك به.
إذًا عليك بإعادة المحاولات، وبالإحسان إليها وإلى أهلها، وبالتقيد بأحكام الشرع، والحرص على إكمال مشروعك العلمي، والنجاح فيه، إلى غير ذلك من الأمور التي تثبت بها الجدية، وتثبت بها الحرص والنجاح.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.