الأطباء لا يعرفون سبب مرضي، وكلٌ يحيل للآخر، فهل لديكم تفسير لحالتي؟
2025-10-06 01:20:33 | إسلام ويب
السؤال:
منذ ثلاث سنوات بدأت تظهر لدي أعراض، مثل: وخز في أصابع القدم واليد، ثم بدأ شد في عضلة الساق (السمانة)، أُجريت لي أشعة ولم تُثبت وجود دوالٍ أو جلطة، وتم تشخيص الحالة على أنها التهاب في الأعصاب، ووُصف لي العلاج التالي: AFLON – DOXIUM – DIMRA – THIOTACID – DULOXEPRIN.
بعد أسبوع تقريبًا، توقفت حركة جميع عضلات جسمي، حتى الرقبة، فدخلت العناية المركزة، ثم خرجت، لكن الحالة عادت مرة أخرى بعد يوم، حيث توقفت العضلات مجددًا، وفي المستشفى، تم إعطائي حقنة كورتيزول وحقنة للحساسية، وتحركت قدماي، لكن بعد ساعات دخلت في مرحلة من الهلوسة والهذيان، وعدت إلى العناية المركزة.
جميع التحاليل خلال هذه الفترة كانت سلبية، ثم خرجت من المستشفى، وبدأت مرحلة انخفاض ضغط الدم لمدة 8 أشهر، علمًا أنني مريض ضغط مرتفع منذ أيام الجامعة، بعد ذلك عادت التحاليل سلبية باستثناء:
- ANA إيجابي
- IGE 224
ثم عاد الضغط للارتفاع بعد 8 أشهر، وتأتي فترات من السكون، ثم تعود الآلام، كل ذلك حدث أثناء متابعة طبيب مختص في المناعة، وكل طبيب يحولني إلى طبيب آخر أعلى منه.
منذ خمسة أشهر، ظهر لدي خمول في الغدة الدرقية، رغم أنني كنت أعاني سابقًا من نشاط في الغدة منذ 15 سنة، وتناولت دواء كاربميازول لمدة 6 أشهر، ثم عادت التحاليل طبيعية، وتوقف العلاج تدريجيًا حتى انتهى تمامًا، ومنذ ثلاث سنوات حتى الآن، أي دواء أتناوله تظهر عليّ آثاره الجانبية، إلا القليل منها.
حاليًا، الوخز مستمر في قدمي من الركبة إلى الأسفل، لا أستطيع الوقوف، وأشعر بثقل دائم، تأتيني أحيانًا إحساسات داخلية لا أستطيع وصفها، وكأنها طاقة صراع تستمر لدقائق، أكاد أبكي ثم تختفي، إما بظهور بقعة حساسية أو بدونها، وبعدها أشعر وكأنني كنت أجري، وأحتاج إلى الراحة، ويضاف إلى ذلك تغيرات نفسية واضحة:
- الفرح يكون زائدًا عن الطبيعي.
- الحزن كذلك.
- الخوف أشد من المعتاد.
- الأفكار التي تراودني، عندما أحاول منعها، تؤلمني أعصابي بشدة.
كل هذه الأعراض مستمرة منذ ثلاث سنوات، وحاليًا، أتناول دواء لتنشيط الغدة الدرقية، وعلاجًا للضغط المرتفع.
التحاليل الأخيرة:
- TSH: 3.9
- Anti Thyroglobulin Ab: 237.8
- ACTH الصباحي: 80
- Cortisol (AM): 12.6
- Serum Sodium (Na): 140
- Serum Potassium (K): 3.8
وعند شرب الماء، أحتاج مباشرة للذهاب إلى الحمام للتبول، أما تحاليل السكر، فبفضل الله سليمة، لا أعرف ماذا أفعل، فطبيب المناعة يحولني إلى طبيب آخر، ويقول: إن الحالة غير معروفة، وطبيب الغدد الصماء يقول لي: "ارجع إلى المناعة، هناك شيء يهاجم الجسم".
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرجو من الله لكم الشفاء العاجل، ونشكركم على ثقتكم بموقع اسلام ويب.
أخي الكريم: بعد مراجعة رسالتكم بدقة، تبيّن أن الحالة المرضية معقدة، والأعراض السريرية غير مترابطة بشكل واضح، ولا يمكنني تقديم تشخيص نهائي في هذه المرحلة، إلا إنه يمكن استبعاد الأمراض المناعية وأمراض الروماتيزم، بناءً على المعطيات الحالية.
فيما يتعلق بضعف العضلات المفاجئ، وعدم القدرة الحادة على الحركة، مع سرعة التعافي -كما ورد في استفساركم- فإن ذلك لا يتفق عادةً مع أمراض الروماتيزم، أو الاضطرابات العصبية، حيث يحتاج التعافي منها إلى فترة زمنية أطول، بحد أدنى عدة أيام، وذلك بعد تلقي العلاج المناسب، بالإضافة إلى ذلك، أشرتم إلى أن جميع التحاليل كانت سليمة، مما يعزز احتمال عدم وجود أمراض مناعية.
بالنسبة لتحليل ANA، من الشائع ظهوره إيجابيًا بعد استخدام أدوية فرط نشاط الغدة الدرقية، مثل: كاربميازول، ولذلك يُنصح بإعادة التأكد من خلال تحليل ENA، وفحص anti-TPO.
أما بالنسبة لشعور الألم والوخز المستمر في قدمك من الركبة إلى الأسفل، وأنك لا تستطيع الوقوف، وتشعر بثقل دائم، وتأتيك أحيانًا إحساسات داخلية لا تستطيع وصفها، وكأنها طاقة صراع تستمر لدقائق، فلا يوجد مرض عضوي يرتبط بمثل هذه الأعراض اللحظية أو العارضة، إذ إن الأمراض العضوية عادةً ما تكون أعراضها مستمرة لعدة ايام، وليست متقطعة، أو تظهر لدقائق، ثم تختفي.
وجود تغيرات نفسية ملحوظة، مثل: زيادة الفرح والحزن، والخوف عن المعدل الطبيعي، إضافة إلى الأفكار المزعجة التي تؤثر على أعصابك، هناك ما يشير إلى احتمالية ارتباط هذه الأعراض باضطرابات الصحة النفسية، مثل: اضطراب الجسدنة (Somatization)، لذا أوصي بالاستعانة بطبيب مختص في الصحة النفسية بالتوازي، مع المتابعة مع أطباء الأعصاب والمناعة؛ للوصول إلى التشخيص النهائي المناسب.
نسال الله لكم التوفيق والشفاء العاجل.