الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج في أن يدعو الشخص بدعاء عقيب دعاءٍ آخر، ثم يقول: آمين، عدة مرات؛ لأن قول: آمين هو دعاء أيضًا، فمعناه: اللهم استجب، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول: آمين بعد الدعوات في آيات سورة الفاتحة.
قال ابن عبد البر في الاستذكار: ومعنى آمين الاستجابة، أي اللهم استجب لنا، واسمع دعاءنا. اهـ.
ولا مانع من تكرار ذلك اللفظ، فالإلحاح على الله بالدعاء شأن الأنبياء والمرسلين والصالحين، فهذا يونس -عليه السلام- كما جاء في تفسير السمعاني: أنه لما دعا في بطن الحوت سمعت الملائكة صوته، فقالوا: يا رب؛ صوت معروف من مكان مجهول. اهـ.
ولما أكثر النبي في الدعاء والإلحاح على الله في بدر -كما جاء في صحيح مسلم- قال أبو بكر: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك.
وفي الأدب المفرد للبخاري وصححه الألباني عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر فقال: آمين، آمين، آمين، قيل له: يا رسول الله! ما كنت تصنع هذا؟ فقال: قال لي جبريل: رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله الجنة. قلت: آمين. ثم قال: رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يغفر له. فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين.
ولكن لا ينبغي المداومة على تكرار ذلك، والتزامه بعد كل دعوة، ويجعل هذا ديدنه، لعدم مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على فعل ذلك.
والله أعلم.