الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين  فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين  

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت يقول هذا لعلمائهم فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين أي : صاغرين ؛ في تفسير الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : وقيل : خاسئين ؛ يعني مبعدين ، يقال : خسأت فلانا عني وخسأت الكلب ؛ أي : باعدته .

                                                                                                                                                                                                                                      قال يحيى : واعتداؤهم : أخذهم الصيد في يوم السبت ، وسيأتي تفسيره في سورة الأعراف .

                                                                                                                                                                                                                                      فجعلناها نكالا أي : عبرة لما بين يديها قال قتادة : يعني : لما سلف من ذنوبهم قبل أن يصيدوا الحيتان وما خلفها يعني : ما بعد تلك الذنوب ؛ وهو أخذهم الحيتان .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : والهاء التي في (جعلناها) هي على هذا التأويل للفعلة . وقيل : المعنى جعلنا قرية أصحاب السبت نكالا لما بين يديها من القرى وما خلفها ليتعظوا بهم . والله أعلم . [ ص: 149 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية