الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون  أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون  ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون  

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم تفسير الكلبي : أتحدثونهم بما بين الله لكم في كتابكم من أمر نبيهم ، ثم لا تتبعونهم ، ولا تدخلون في دينهم ؛ هذه حجة لهم عليكم أفلا تعقلون قالوا هذا وهم يتلاومون أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون مما قال اليهود بعضهم لبعض وما يعلنون .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : جاء عن ابن عباس ؛ أن هذه الآية نزلت في طوائف من أحبار اليهود ؛ كانوا إذا لقوا الذين آمنوا ، قالوا : نشهد أن صاحبكم صادق ، وأنا نجد في كتابنا نعته وصفته وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم .

                                                                                                                                                                                                                                      ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني يعني : أحاديث ما يحدثهم قراؤهم به فيقبلونه وإن هم إلا يظنون أي : هم على غير يقين إن صدقت قراؤهم صدقوا ، وإن كذبت قراؤهم كذبوا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 154 ] قال محمد : ارتفع (أميون) بالابتداء ، و (منهم) الخبر . وقد قيل : المعنى استقر منهم أميون ، ومن كلامهم : فيك أمية : أي : جهالة ؛ ولذلك قيل للذي لا يكتب : أمي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية