فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون
فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا قال الكلبي : هم أحبار اليهود وعلماؤهم عمدوا إلى نعت النبي صلى الله عليه وسلم في كتابهم ، فزادوا فيه ، ونقصوا ، ثم أخرجوه لسفلتهم فقالوا : هذا نعت النبي الذي يبعثه الله في آخر الزمان ليس كنعت هذا الرجل ، فإذا نظرت السفلة إلى محمد صلى الله عليه وسلم لم يروا فيه النعت الذي في كتابهم الذي كتبت أحبارهم . وكانت للأحبار مأكلة فقال الله - عز وجل - : فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا يعني : تلك المأكلة فويل لهم في الآخرة مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قال قتادة : أي : إذا انقطعت تلك الأيام ، انقطع عنا العذاب ، قال الله - عز ذكره - للنبي عليه السلام قل لهم : قالت اليهود : لن يدخلنا الله النار إلا عدد الأيام التي عبدنا فيها العجل ؛ أتخذتم عند الله عهدا .
[ ص: 155 ] قال المعنى : عهد إليكم أنه لا يعذبكم إلا هذا المقدار ؟ ! محمد : فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون أي : إنكم لن تتخذوا عند الله عهدا ، وإنكم تقولون عليه ما لا تعلمون أنه الحق .