الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون  ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون  

                                                                                                                                                                                                                                      وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم أي : لا يخرج بعضكم بعضا ثم أقررتم وأنتم تشهدون قال محمد : ثم أقررتم يعني : اعترفتم [بصحة ما] قد أخذ عليكم في العهد ، وأخذ على أوائلكم وأنتم تشهدون أن هذا حق .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم أنتم هؤلاء [قال محمد] : (هؤلاء) بمعنى الذين ، وقد قيل : أراد يا هؤلاء . تقتلون أنفسكم أي : يقتل بعضكم بعضا وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم أي : تعاونون عليهم بالإثم والعدوان يعني : بالظلم . وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم قال الحسن : نكثوا ؛ فقتل بعضهم بعضا ، وأخرج بعضهم بعضا ، وكان الفداء مفروضا [ ص: 157 ] عليهم أيضا ، فاختلفت أحكامهم ؛ فقال الله تعالى : أفتؤمنون ببعض الكتاب يعني : الفداء وتكفرون ببعض يعني : القتل والإخراج من الدور فما جزاء من يفعل ذلك منكم يقوله ليهود المدينة إلا خزي في الحياة الدنيا قال الكلبي : الخزي القتل والنفي ؛ فقتلت قريظة ، ونفيت النضير ؛ أخزاهم الله بما صنعوا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية