الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم  ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ومن أظلم ممن منع مساجد الله الآية . تفسير الكلبي : أن الروم غزوا بني إسرائيل ، فحاربوهم فظهروا عليهم ، فقتلوا مقاتلتهم ، وسبوا ذراريهم ، وأحرقوا التوراة ، وهدموا بيت المقدس ، وألقوا فيه الجيف [ ص: 172 ] فلم يعمر ؛ حتى بناه أهل الإسلام ؛ فلم يدخله رومي بعد إلا خائفا لهم في الدنيا خزي وهو : فتح مدينتهم رومية ، وقتل مقاتلتهم ، وسبي ذراريهم ولهم في الآخرة عذاب عظيم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولله المشرق والمغرب .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : المعنى هو : خالقهما فأينما تولوا فثم وجه الله قال بعضهم : يعني : فثم قبلة الله .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن أشعث ، عن عاصم بن عبيد الله العمري ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، عن أبيه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [كان] في سفر فنزلوا منزلا في ليلة ظلماء ، فجعل أحدهم يجمع الحصباء ، فيجعلها مسجدا فيصلي ، فلما أصبحوا ؛ إذا هم لغير القبلة ، فأنزل الله - عز وجل - ولله المشرق والمغرب الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 173 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية