وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود
وإذ ابتلى اختبر إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن عمل بهن ؛ تفسير هي : المناسك . ابن عباس قال إني جاعلك للناس إماما قال الكلبي : يعني : يهتدى بهديك [ ص: 176 ] وسنتك ، فأعجب ذلك إبراهيم قال ومن ذريتي أي : ومن كان من ذريتي فليكن إماما [لغير] ذريتي قال الله لا ينال عهدي الظالمين من ذريتك ؛ أي : أن أجعلهم أئمة يقتدى بهم .
قوله تعالى : وإذ جعلنا البيت مثابة للناس قال الحسن : يعني : يثوبون إليه كل عام .
قال قوله محمد : مثابة أي : معادا ؛ تقول : ثبت إلى كذا [وأثبت إلى كذا] ؛ أي : عدت إليه ، وثاب إليه جسمه بعد العلة ؛ أي عاد .
قوله تعالى : وأمنا قال الحسن : كان ذلك في الجاهلية ؛ كان الرجل إذا جر جريرة ، ثم لجأ إلى الحرم لم يطلب ، ولم يتناول فأما في الإسلام فإن الحرم لا يمنع من حد يجب عليه واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى يعني : موطئ قدميه .
يحيى : عن حماد ، عن عن حميد الطويل ، أنس بن مالك ؛ قال : (يا رسول الله ؛ لو صلينا خلف المقام . فأنزل الله : عمر بن الخطاب واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى أن .
قال قراءة محمد : يحيى : واتخذوا بكسر الخاء ، وقرأ بعض القراء : واتخذوا بفتح الخاء ؛ ومعناها : أن الناس اتخذوا هذا .
[ ص: 177 ] يحيى : عن حماد ، عن عن الحجاج بن أرطاة ، أبي الزبير ، عن عن سعيد بن جبير ، قال : (المقام جاء به (ملك) فوضعه تحت قدم إبراهيم) . أبي بن كعب
يحيى : عن حماد ، وحدثني الحجاج ، عن مولى لبني هاشم ، عن قال : ابن عباس (الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة) .
قوله تعالى : وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي قال أي : من عبادة الأوثان ، وقول الزور والمعاصي . قتادة : للطائفين والعاكفين تفسير الطائفون : الذين يطوفون بالبيت ، والعاكفون : القعود حوله ينظرون إليه ابن عباس : والركع السجود الذين يصلون إليه .