الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا  وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا  نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا  انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا  وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 24 ] وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا قال محمد : قيل : إن تأويل الحجاب : منع الله إياهم من النبي عليه السلام ، و(مستورا) في معنى (ساتر) .

                                                                                                                                                                                                                                      وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا الوقر : ثقل السمع وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده أنه لا إله إلا هو ولوا على أدبارهم نفورا أي : أعرضوا عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وإذ هم نجوى أي : يتناجون في أمر النبي عليه السلام إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا أي : يقول ذلك المشركون للمؤمنين ، وتقرأ : (يتبعون) بالياء .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : ومعنى (مسحورا) في قول بعضهم : مخدوعا .

                                                                                                                                                                                                                                      انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا بقولهم فلا يستطيعون سبيلا قال مجاهد : يعني : مخرجا وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أي : ترابا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا على الاستفهام ، أي : لا نبعث .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : أصل (الرفات) :  ما ترفت أي : تفتت .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 25 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية