الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل  ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير  فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير  

                                                                                                                                                                                                                                      ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل يعني : الطريق إلى مدين ، وكان خرج ولا يعرف الطريق إلى مدين .

                                                                                                                                                                                                                                      ووجد من دونهم امرأتين تذودان وفي بعض القراءة (تذودان الناس عن [ ص: 322 ] شيائهما) أي : تمنعان غنمهما أن تختلط بأغنام الناس قال لهما موسى ما خطبكما ما أمركما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء أي : حتى يسقي الناس ، ثم نتتبع فضالتهم ، هذا تفسير الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ : (حتى يصدر) بضم الياء وكسر الدال ، فالمعنى : لا نقدر أن نسقي حتى يرد الرعاء غنمهم وقد شربت ، والرعاء جمع : راع .

                                                                                                                                                                                                                                      فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير يعني : الطعام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية