فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل
قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا قال الحسن : ويقولون : هو شعيب ، وليس بشعيب ، ولكنه كان سيد أهل الماء يومئذ . وقال : اسم ختن ابن [ ص: 323 ] عباس موسى : يثرى إن خير من استأجرت القوي الأمين تفسير بعضهم في قوله : (القوي) : أنه سألهما : هل هاهنا بئر غير هذه ؟ فقالتا : نعم ، ولكن عليها صخرة لا يرفعها إلا أربعون رجلا ، فرفعها موسى وحده .
وتفسير الحسن : أن الأمانة التي رأت منه أنها حين جاءته تدعوه ، قال لها : كوني ورائي وكره أن يستدبرها .
ستجدني إن شاء الله من الصالحين أي : في الرفق بك قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت يعني : أي الأجلين قضيت ، و(ما) زائدة فلا عدوان أي : فلا سبيل علي .
قال : (عدوان) منصوب بـ(لا) وأصل الكلمة من العداء ، وهو الظلم ؛ كأنه قال : أي الأجلين قضيت فلا تعتد علي ؛ بأن تلزمني أكثر منه . محمد والله على ما نقول وكيل أي : شهيد .