وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون
كأنها جان كأنها حية ولى مدبرا هاربا منها ولم يعقب أي : يرجع ، في تفسير مجاهد اسلك يدك في جيبك اسلك أي : أدخلها في جيبك [أي : قميصك] تخرج بيضاء من غير سوء .
[ ص: 325 ] قال : يقال : سلكت يدي وأسلكتها . محمد واضمم إليك جناحك يعني : يدك من الرهب [أي : من الرعب] يقول : اضممها إلى صدرك ؛ فيذهب ما فيه من الرعب ، وكان قد دخله فزع من آل فرعون فذانك برهانان من ربك أي : بيانان ، يعني : العصا واليد .
فأرسله معي ردءا أي : عونا يصدقني أي : يكون معي في الرسالة إني أخاف أن يكذبون .
قال : يقال : ردأته على كذا أي : أعنته ، ومن قرأ (يصدقني) بالجزم فهو على جواب المسألة : أرسله يصدقني ، ومن رفع (يصدقني) فالمعنى : ردءا مصدقا لي . محمد
وذكر ابن مجاهد أن نافعا وحده قرأ (ردا) منونة بغير همز ، وأن سائر القراء يقرؤون : (ردءا) بالهمز .
[ ص: 326 ]