وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون
وقيل ادعوا شركاءكم يعني : الأوثان فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب أي : ودخلوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون أي : لو أنهم كانوا مهتدين في الدنيا ما دخلوا العذاب .
ويوم يناديهم يعني : المشركين فيقول ماذا أجبتم المرسلين يستفهمهم ؛ يحتج عليهم ، وهو أعلم بذلك ، ولا يسأل العباد عن أعمالهم إلا الله وحده فعميت عليهم الأنباء الحجج ، في تفسير مجاهد يومئذ فهم لا يتساءلون أي : يحمل بعضهم عن بعض من ذنوبهم شيئا ، في تفسير الحسن .
[ ص: 333 ] فأما من تاب من شركه وآمن أي : أخلص الإيمان لله وعمل صالحا في إيمانه فعسى أن يكون من المفلحين و(عسى) من الله واجبة وربك يخلق ما يشاء ويختار من خلقه للنبوة . ما كان لهم الخيرة يعني : أن يختاروا هم [الأنبياء فيتبعونهم] . سبحان الله ينزه نفسه وتعالى ارتفع عما يشركون .
[ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا أي : دائما لا ينقطع ، أمره يقوله للمشركين إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون ] .