الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
674 - أبو جعفر عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب :

ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة .

سمع الحديث من أبي القاسم بن بشران ، وأبي الحسين الحراني ، وأبي علي بن المذهب ، وأبي إسحاق البرمكي ، وأبي طالب بن العشاري والوالد السعيد .

أخبرنا شيخنا الشريف أبو جعفر - قراءة - قال : حدثنا أبو القاسم بن بشران - إملاء يوم الجمعة بعد الصلاة لسبع خلون من المحرم سنة ثلاثين وأربعمائة - قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال : حدثنا محمد بن الفضل بن جابر أسقطي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن حفص الصفار قال : حدثنا محمد بن سواء عن هشام بن حسان عن الجارود عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من كسا مسلما على عري كساه الله عز وجل من خضر الجنة ومن سقاه على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ومن أطعمه على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة " .  

وبدأ يدرس الفقه على الوالد السعيد من سنة ثمان وعشرين وأربعمائة إلى سنة إحدى وخمسين يقصد إلى مجلس الوالد السعيد ويعلق الدرس ويعيد في الفروع وأصول الفقه .

وبرع في المذهب ودرس وأفتى في حياة الوالد السعيد .

وكان مختصر الكلام مليح التدريس جيد الكلام في المناظرة عالما بالفرائض وأحكام القرآن والأصول .

صنف رؤوس المسائل وشرح من المذهب : الطهارة وبعض الصلاة وسلك فيه طريق الوالد السعيد في الجامع الكبير . [ ص: 238 ]

وكان يدرس في مسجد سكة الخرقي وبجامع المنصور ثم انتقل إلى الجانب الشرقي فدرس في المسجد المعروف به مقابل دار الخلافة .

وبدأت أنا بالتعليق عنه والدرس عليه في أول سنة خمس وستين وأربعمائة وصحبته إلى أن توفي رضي الله عنه .

وكان يحضر معنا مجلسه جماعة من الأصحاب .

وكان إذا بلغه منكر قد ظهر عظم عليه ذلك جدا وعرف فيه الكراهة الشديدة .

وكان شديد القول واللسان في أصحاب البدع والقمع لباطلهم ودحض كلمتهم وإبطالها .

ولم تزل كلمته عالية عليهم وأصحابه متظاهرين على أهل البدع لا يرد يدهم عنهم أحد .

وكان حسن الصيانة عفيفا نزها .

وكان أحد الشهود المذكورين شهد عند قاضي القضاة أبي علي عبد الله الدامغاني في يوم الثلاثاء الثاني من شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة .

وشهد بعده القاضي أبو علي يعقوب ، وأبو الحسن المبارك بن عمر الخرقي وتولى تزكيتهم الوالد السعيد .

ولم يزل يشهد سنين كثيرة إلى أن ترك الشهادة قبل وفاته بسنين كثيرة تورعا .

ولم يزل على الطريقة الحسنة المرضية سالكا نهج الوالد السعيد والسلف الصالح الرشيد .

التالي السابق


الخدمات العلمية