674 - أبو جعفر عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب :
ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة .
سمع الحديث من أبي القاسم بن بشران ، وأبي الحسين الحراني ، وأبي علي بن المذهب ، وأبي إسحاق البرمكي ، وأبي طالب بن العشاري والوالد السعيد .
أخبرنا شيخنا الشريف أبو جعفر - قراءة - قال : حدثنا أبو القاسم بن بشران - إملاء يوم الجمعة بعد الصلاة لسبع خلون من المحرم سنة ثلاثين وأربعمائة - قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال : حدثنا محمد بن الفضل بن جابر أسقطي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن حفص الصفار قال : حدثنا عن محمد بن سواء عن هشام بن حسان الجارود عن عطية عن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبي سعيد الخدري " من كسا مسلما على عري كساه الله عز وجل من خضر الجنة ومن سقاه على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ومن أطعمه على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة " .
وبدأ يدرس الفقه على الوالد السعيد من سنة ثمان وعشرين وأربعمائة إلى سنة إحدى وخمسين يقصد إلى مجلس الوالد السعيد ويعلق الدرس ويعيد في الفروع وأصول الفقه .
وبرع في المذهب ودرس وأفتى في حياة الوالد السعيد .
وكان مختصر الكلام مليح التدريس جيد الكلام في المناظرة عالما بالفرائض وأحكام القرآن والأصول .
صنف رؤوس المسائل وشرح من المذهب : الطهارة وبعض الصلاة وسلك فيه طريق الوالد السعيد في الجامع الكبير . [ ص: 238 ]
وكان يدرس في مسجد سكة الخرقي وبجامع المنصور ثم انتقل إلى الجانب الشرقي فدرس في المسجد المعروف به مقابل دار الخلافة .
وبدأت أنا بالتعليق عنه والدرس عليه في أول سنة خمس وستين وأربعمائة وصحبته إلى أن توفي رضي الله عنه .
وكان يحضر معنا مجلسه جماعة من الأصحاب .
وكان إذا بلغه منكر قد ظهر عظم عليه ذلك جدا وعرف فيه الكراهة الشديدة .
وكان شديد القول واللسان في أصحاب البدع والقمع لباطلهم ودحض كلمتهم وإبطالها .
ولم تزل كلمته عالية عليهم وأصحابه متظاهرين على أهل البدع لا يرد يدهم عنهم أحد .
وكان حسن الصيانة عفيفا نزها .
وكان أحد الشهود المذكورين شهد عند قاضي القضاة أبي علي عبد الله الدامغاني في يوم الثلاثاء الثاني من شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة .
وشهد بعده القاضي أبو علي يعقوب ، وأبو الحسن المبارك بن عمر الخرقي وتولى تزكيتهم الوالد السعيد .
ولم يزل يشهد سنين كثيرة إلى أن ترك الشهادة قبل وفاته بسنين كثيرة تورعا .
ولم يزل على الطريقة الحسنة المرضية سالكا نهج الوالد السعيد والسلف الصالح الرشيد .