الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        قوله جل وعز: فما لكم في المنافقين فئتين   .

        2081 - حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ، قال: حدثنا سليمان بن حرب ، قال: حدثنا شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن عبد الله بن زيد ، قال: سمعت زيد بن ثابت يقول: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد ، رجع الناس من الطريق، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرقتين فرقة يقولون يقتلهم، وفرقة يقولون لا يقتلهم، فأنزل الله جل وعز: فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا .

        2082 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن لسعد بن معاذ ، أن هذه الآيات نزلت: فما لكم في المنافقين فئتين قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، فقال: من لي ممن يؤذيني، ويجمع في بيته من يؤذيني؟. فقام سعد بن معاذ ، فقال: إن كان منا يا رسول الله قتلته، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا فأطعناك.

        فقام سعد بن عبادة ، فقال: ما بك طاعة رسول الله يا ابن معاذ ، ولقد عرفت ما هو منك.! فقال أسيد بن حضير : أنت يا ابن عبادة منافق تحب المنافقين. فقام محمد بن مسلمة فقال: اسكتوا أيها الناس، فإن فينا رسول الله، وهو يأمرنا فننفذ لأمره، فأنزل الله جل ثناؤه: [ ص: 820 ] فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله
        .

        2083 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: حدثنا روح ، قال: حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله عز وجل: فما لكم في المنافقين فئتين قوم خرجوا من مكة حتى جاءوا المدينة ، يزعمون أنهم مهاجرون، ثم ارتدوا بعد ذلك، فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ، ليأتوا ببضائع لهم يتجرون فيها، واختلف فيهم المؤمنون. فقائل يقول: هم منافقون، وقائل يقول: هم مؤمنون، فبين الله لهم نفاقهم، فأمر بقتلهم، فجاءوا ببضائعهم يريدون هلال بن عويمر الأسلمي ، وبينه وبين محمد عليه السلام حلف، وهو الذي حصر صدره أن يقاتل المؤمنين، أو يقاتل قومه، فدفع عنهم بأنهم يؤمون هلالا وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد.

        2084 - حدثنا محمد بن علي ، قال: حدثنا أحمد بن شبيب ، قال: حدثنا يزيد ، عن سعيد ، عن قتادة ، قوله جل وعز: فما لكم في المنافقين فئتين الآية، ذكر لنا أنهما رجلان من قريش كانا مع المشركين بمكة ، وكانا قد تكلما بالإسلام، ثم هاجرا إلى النبي عليه السلام، فقتلهما أناس من أصحاب رسول الله، وهما مقبلان إلى مكة . فقال بعضهم: إن [ ص: 821 ] دماءهما أو أموالهما حلال. وقال بعضهم: لا يحل ذلك لكم، فتشاجروا فيهما، فأنزل الله جل وعز في ذلك القرآن فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا قرأ إلى فلن تجد له سبيلا .

        - وروي عن الكلبي مختصرا نحوه.

        2085 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: أخبرنا محمد بن زيد ، عن جويبر ، عن الضحاك : فما لكم في المنافقين فئتين قال: فرقتين.

        قوله عز وجل: والله أركسهم بما كسبوا .

        2086 - حدثنا علان بن المغيرة ، حدثنا أبو صالح ، قال: حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله جل وعز: والله أركسهم بما كسبوا أوقعهم.

        2087 - حدثنا علي بن المبارك ، قال: حدثنا زيد ، قال: حدثنا ابن ثور ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس : والله أركسهم ردهم.

        - وكذلك قال الضحاك .

        [ ص: 822 ]

        2088 - أخبرنا علي بن عبد العزيز ، قال: حدثنا الأثرم ، عن أبي عبيدة : والله أركسهم أي: نكسهم وردهم فيه.

        2089 - حدثنا النجار ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر : والله أركسهم بما كسبوا قال معمر: قال قتادة: أهلكهم بما كسبوا .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية