الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        قوله عز وجل: إلا الذين يصلون إلى قوم  الآية.

        2091 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا الزعفراني ، قال: حدثنا حجاج ، عن ابن جريج ، وعثمان بن عطاء ، عن عطاء ، عن ابن عباس : [ ص: 823 ] إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم إلى آخر الآية، وقال: إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ، وقال: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين إلى المقسطين فنسخ هؤلاء الآيات: براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين ، فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين ، وقال: وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين . وقال قتادة : هي منسوخة بقوله: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم .

        2092 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، عن أبي عبيد ، عن الفراء : إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق وقال: معناه فيما يقال: -والله أعلم- بأن قوما كانوا يوادعون النبي صلى الله عليه، وكان قوم يتصلون بهم. قال: يقول: وكل من يصل بهم، وكان على رأيهم في ترك قتال النبي صلى الله عليه وسلم، وفي موادعته، فهو بمنزلتهم، فلا يقاتلونهم.

        [ ص: 824 ]

        2093 - حدثنا علي ، عن أبي عبيد ، قال أبو عبيدة : يصلون يعني: ينتسبون إليهم ، والعرب تقول: قد اتصل الرجل إذا انتمى إلى القوم.

        قال: وقال الأعشى يذكر امرأة انتسبت إلى قومها:


        إذا اتصلت قالت أبكر بن وائل وبكر سبتها والأنوف رواغم



        قوله: اتصلت، يعني: انتسبت.

        قوله جل وعز: أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم .

        2094 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي ، في قوله عز وجل: أو جاءوكم حصرت صدورهم يقول: ضاقت صدورهم.

        2095 - أخبرنا علي بن عبد العزيز ، قال: حدثنا الأثرم ، عن أبي عبيدة : أو جاءوكم حصرت صدورهم من الضيق، هي من الحصور.

        [ ص: 825 ]

        2096 - حدثنا علي ، عن أبي عبيد ، عن الكسائي ، والفراء ، قالا: في حصرت صدورهم بمعنى: ضاقت عن قتالكم ، وكذلك كل من ضاق صدره عن فعل وكلام، فقد حصر.

        وقال أبو عبيدة : ومنه الحصر في القراءة.

        وكان الكسائي ، يقرأها: حصرت صدورهم ، وكذلك قرأها أبو عمرو وأهل المدينة .

        ويروى عن الحسن أنه قرأها: حصرة .

        2097 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا الزعفراني ، قال: حدثنا عبد الوهاب ، عن سعيد ، عن قتادة : حصرت صدورهم ، أي: كارهة صدورهم.

        [ ص: 826 ]

        قوله جل وعز: فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم .

        2098 - حدثنا النجار ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة : فإن اعتزلوكم قال: نسختها فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم .

        قوله جل وعز: وألقوا إليكم السلم .

        2099 - أخبرنا علي بن عبد العزيز ، قال: حدثنا الأثرم ، عن أبي عبيدة : وألقوا إليكم السلم أي: المقادة، يقول: استسلموا.

        قوله جل وعز: فما جعل الله لكم عليهم سبيلا .

        2100 - حدثنا علي بن المبارك ، قال: حدثنا زيد ، قال: حدثنا ابن ثور ، عن ابن جريج : فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ما أمركم الله بقتالهم.

        [ ص: 827 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية