قوله جل وعز: وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ .
2107 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: أخبرنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي ، في قول الله: وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ الآية، قال: نزلت في كان قد أسلم، وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عياش بن أبي ربيعة عياش أخا أبي جهل ، والحارث بن هشام لأمهما، وكان أحب ولدها إليها.
فلما لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، شق ذلك عليها، فحلفت أن لا يظلها سقف بيت. فأقبل أبو جهل والحارث حتى قدما المدينة ، فأخبرا عياشا ما لقيت أمه، وسألاه أن يرجع معها فتنظر إليه، ولا يمنعاه أن يرجع، وأعطياه ذمتهما أن يخليا سبيله، بعد أن تراه أمه، فانطلق معهما حتى إذا خرجا من المدينة ، عمدا إليه، فشداه وثاقا، وجلداه نحوا من مائة جلدة، وأعانهما على ذلك رجل من بني كنانة .
فحلف عياش ليقتلن الكناني، إن قدر عليه، فقدما به مكة ، فلم يزل محبوسا حتى فتح رسول الله مكة ، فخرج عياش فتلقى الكناني، وقد أسلم الكناني، وعياش لا يعلم بإسلام الكناني، فضربه عياش حتى قتله، فأنزل الله جل وعز: وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ .
[ ص: 830 ]
2108 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن المبارك زيد ، قال، حدثنا ابن ثور ، عن ، عن ابن جريج : مجاهد وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ، قتل رجلا مؤمنا كان يعذبه مع عياش بن أبي ربيعة أبي جهل ، وهو أخوه لأمه، في اتباع عياش النبي عليه السلام، وعياش يحسب أن ذلك الرجل كافر، كما هو، وذكر الحديث.
2109 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال: حدثنا حجاج بن منهال حماد ، قال: حدثنا محمد بن إسحاق ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه "أن الحارث بن زيد كان شديدا على النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء -وهو يريد الإسلام- وعياش لا يشعر، فقتله، فأنزل الله: وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ " .