الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              3282 - جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك ابن جذيمة ، وجذيمة هو المصطلق من خزاعة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، سباها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم المريسيع ، وهي غزوة بني المصطلق في سنة خمس من التاريخ .  وقيل : في سنة ست ، ولم يختلفوا أنه أصابها في تلك الغزوة ، وكانت قبله تحت مسافع بن صفوان المصطلقي ، وكانت قد وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس أو ابن عم له ، فكاتبته على نفسها ، وكانت امرأة جميلة ، قالت عائشة . كانت جويرية عليها حلاوة وملاحة ، لا يكاد يراها أحد إلا وقعت في نفسه . قالت : فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه على كتابتها . قلت : فو الله ما هو إلا أن رأيتها على باب الحجرة فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت . فقالت : يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه ، وقد أصابني من الأمر ما لم يخف عليك ، فوقعت في السهم لثابت بن قيس أو لابن عم له ، فكاتبته على نفسي ، وجئت أستعينك . فقال لها : هل لك في خير من ذلك؟ قالت : وما هو يا رسول الله؟ قال : أقضي كتابتك وأتزوجك .  قالت : نعم . قال : قد فعلت . وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج جويرية بنت [ ص: 1805 ] الحارث ، فقال الناس : صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما في أيديهم من سبايا بني المصطلق : قالت عائشة : فلا نعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها .

                                                              وروى الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، قال : سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار أحد بني المصطلق يوم المريسيع فحجبها وقسم لها . وقال أبو عبيدة : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية في سنة خمس من التاريخ .  

                                                              قال أبو عمر : كان اسمها برة فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها وسماها جويرية ،  هكذا رواه شعبة ، ومسعر ، وابن عيينة ، عن محمد بن عبد الرحمن - مولى [آل ] طلحة ، عن كريب مولى ابن عباس ، عن ابن عباس . وروى إسرائيل ، عن محمد بن عبد الرحمن ، قال : سمعت كريبا يحدث عن ابن عباس ، قال : كان اسم ميمونة برة ، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة  حفظت جويرية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وروت عنه ، وتوفيت في ربيع الأول سنة ست وخمسين .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية