الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              916 - سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرة ابن عبد مناة بن علي بن كنانة المدلجي الكناني، يكنى أبا سفيان، كان ينزل قديدا.

                                                              يعد في أهل المدينة. ويقال: إنه سكن مكة.

                                                              روى عنه من الصحابة ابن عباس، وجابر، وروى عنه سعيد بن المسيب، وابنه محمد بن سراقة.

                                                              وذكر عبد الرزاق، عن ابن عيينة عن وائل بن داود، عن الزهري، عن محمد بن سراقة، عن أبيه سراقة بن مالك أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت الضالة ترد على حوض إبلي، ألي أجر إن سقيتها؟ فقال: في الكبد الحرى أجر. ورواه محمد بن إسحاق عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم، عن أبيه أن أخاه سراقة بن مالك قال: قلت يا رسول الله، أرأيت الضالة . . . فذكر مثله سواء، وروى سفيان بن عيينة، عن أبي موسى، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسراقة بن مالك: كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟ قال: فلما أتي عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه دعا سراقة بن مالك فألبسه إياهما، وكان سراقة رجلا أزب كثير شعر الساعدين، وقال له: ارفع يديك. فقال: الله أكبر، الحمد لله الذي سلبهما كسرى ابن هرمز الذي كان يقول: أنا رب الناس، وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي [رجل ] من بني مدلج، ورفع بها عمر صوته، وكان سراقة بن مالك بن جعشم شاعرا مجودا وهو القائل لأبي جهل [ ص: 582 ] .


                                                              أبا حكم والله لو كنت شاهدا لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه     علمت ولم تشكك بأن محمدا
                                                              رسول ببرهان فمن ذا يقاومه     عليك بكف القوم عنه فإنني
                                                              أرى أمره يوما ستبدو معالمه     بأمر يود الناس فيه بأسرهم
                                                              بأن جميع الناس طرا يسالمه

                                                              ومات سراقة بن مالك بن جعشم سنة أربع وعشرين في صدر خلافة عثمان، وقد قيل: إنه مات بعد عثمان.  

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية