الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أولو كان آباؤهم  

                                                                                                                                                                                                                                      تنصب هذه الواو؛ لأنها ولو عطف أدخلت عليها ألف الاستفهام، وليست بـ(أو) التي واوها ساكنة؛ لأن الألف من أو لا يجوز إسقاطها، وألف الاستفهام تسقط فتقول: ولو كان، أو لو كان إذا استفهمت.

                                                                                                                                                                                                                                      وإنما عيرهم الله بهذا لما قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا قال الله تبارك وتعالى: يا محمد قل أولو كان آباؤهم فقال آباؤهم لغيبتهم، ولو كانت "آباؤكم" لجاز؛ لأن الأمر بالقول يقع مخاطبا مثل قولك: قل لزيد يقم، وقل له قم. ومثله أولو كان الشيطان يدعوهم ، أولم يسيروا .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن سكن الواو من قوله: أوآباؤنا الأولون في الواقعة وأشباه ذلك في القرآن، جعلها "أو" التي تثبت الواحد من الاثنين. وهذه الواو في فتحها بمنزلة قوله أثم إذا ما وقع دخلت ألف الاستفهام على "ثم" وكذلك أفلم يسيروا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 99 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية