الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولتكملوا العدة  

                                                                                                                                                                                                                                      في قضاء ما أفطرتم وهذه اللام في قوله ولتكملوا العدة لام كي لو ألقيت كان صوابا. والعرب تدخلها في كلامها على إضمار فعل بعدها. ولا تكون شرطا للفعل الذي قبلها وفيها الواو. ألا ترى أنك تقول: جئتك لتحسن إلي، ولا تقول جئتك ولتحسن إلي. فإذا قلته فأنت تريد: ولتحسن إلي جئتك. وهو في القرآن كثير. منه قوله ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ومنه قوله وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين لو لم تكن فيه الواو كان شرطا، على قولك: أريناه ملكوت السموات ليكون. فإذا كانت الواو فيها فلها فعل مضمر بعدها وليكون من الموقنين أريناه. ومنه (في غير) اللام قوله إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ثم قال وحفظا لو لم تكن الواو كان الحفظ منصوبا بـ زينا . فإذا كانت فيه الواو وليس قبله شيء ينسق عليه [ ص: 114 ] فهو دليل على أنه منصوب بفعل مضمر بعد الحفظ كقولك في الكلام: قد أتاك أخوك ومكرما لك، فإنما ينصب المكرم على أن تضمر أتاك بعده.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية