الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عمر: "أنه قدم عليه وفد، فجعل فتى منهم يتحوس في كلامه".  

حدثناه ابن داسة، نا ابن أبي قماش قال: قرأت على الصلت الجحدري، عن سفيان بن عيينة: أن وفدا قدموا على عمر، فجعل فتى منهم يتحوس في كلامه، فقال عمر: كبروا كبروا: أي يتكلم الكبراء منكم، فقال الفتى: يا أمير المؤمنين لو كان بالكبر لكان في المسلمين من هو أسن منك قال: صدقت" [ ص: 142 ] .

قوله: يتحوس: أي يتأهب للكلام، وكأنه مع ذلك يتلبث ويتردد فيه، قال الشاعر:


سر قد أنى لك أيها المتحوس

.

فأما حديث عمر بن الخطاب: "أنه رأى وهو يخطب امرأة تحوس الرجال".

أخبرناه ابن هاشم، نا الدبري، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد.

فمعنى تحوس الرجال، أي تخالطهم وتلابسهم، يقال: حست القوم أحوسهم، قال العجاج:


خيال تكنى أو خيال تكتما     باتا يحوسان أناسا نوما



التالي السابق


الخدمات العلمية