الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الثاني والستون .

                              باب: خدر .

                              حدثنا هشام بن بهرام، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن أبي الأسباط، عن يحيى، عن عكرمة، عن ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه إذا خطب إليه بعض بناته أتى الخدر، فقال لها: "إن فلانا يخطب فلانة"، فإن طعنت في الخدر لم يزوجها   .

                              حدثنا خالد بن حداش، حدثنا ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زياد، عن مسلم بن يسار، عن سفيان بن وهب، أن عمر، رزق الطلاء فشرب رجل فتخدر فضربه الناس فقال: "ما شربت إلا ما رزقني عمر" .

                              حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عمن سمع ابن عمر، قال: "خدرت رجله"، فقيل: اذكر أحب الناس، قال: "يا محمد" .

                              [ ص: 674 ] حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن سعد: جئت ابن عمر فخدرت رجله، فقلت: ما لرجلك؟ قال: "اجتمع عصبها"، قلت: ادع أحب الناس إليك، قال: "يا محمد" : فبسطها قوله: أتى الخدر أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الخدر: ناحية البيت يقطع بستر فتكون فيه جارية القوم والبكر وقوله: فتخدر وجهه  هو ما يصيب الرجل من الشراب والدواء من الضعف أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الخدر: ثقل العين من قذى يصيبها، والشعر الخداري: الأسود وأنشدنا:

                              ومخدر الأبصار أخدري [ ص: 675 ] يعني ليلا مظلما والخدر: الظلمة وأنشدنا:


                              أمسوا كما أظلم ليل فانسفر عن مدلج قاسى الدؤوب والسهر



                              وخدر الليل فيجتاب الخدر وقال:


                              أإن رأيت هامتي كالطست     بعد خداري أثيث النبت



                              قوله: كالطست ضعيف، إنما هو كالطس، فاضطره الروي إلى أن قال: الطست والخدارية: العقاب للونها، وهي الشغواء لتعقف منقارها، والفتخاء: اللينة الجناح قوله: خدرت رجله:  قال أبو زيد: خدرت رجلي ومذلت سواء .

                              [ ص: 676 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية