الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الثالث والستون .

                              باب: رهو .

                              حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا الوليد بن بكير، حدثنا موسى بن مطير، عن مطير، عن الحسن، عن ابن عباس: سئل رسول الله صلى الله عليه عن بئر عبد الله بن غطفان، قال: "رهوة تنبع من أصل جبل"   .

                              حدثنا عاصم، حدثنا أبو أويس: عن محمد بن عبد الرحمن، سمع عمرة، عن عائشة، قال النبي صلى الله عليه: "لا يمنع رهو الماء" .

                              حدثنا يحيى، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن بديل، عن مطرف: بايعت رافع بن خديج بعيرا ببعيرين، فأعطاني أحدهما وقال: " آتيك بالآخر غدا رهوا .  

                              [ ص: 679 ] حدثنا ابن نمير، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عبيد الله: "بينما رجل في أرض يسقيها إذ مرت به عنانة ترهيأ" قوله: رهو الماء:  يريد مستنقعه أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الرهو، والجميع الرهاء: أماكن مرتفعة، ورها بين رجليه إذا فتح بين رجليه ومر بأعرابي فالج فقال: سبحان الله، رهو بين سنامين، يريد فجوة وقال ابن الأعرابي: الرهو: المكان الواسع، والرهو من الخيل: الواسع الجري، والجميع مراه، وامرأة مره: واسعة، والرهوة: الانحدار قال عمرو بن كلثوم:


                              نصبنا مثل رهوة ذات حد محافظة وكنا المسنفينا



                              وهو من الارتفاع وقوله: آتيك بالآخر رهوا .

                              [ ص: 680 ] أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال افعل ذلك سهوا رهوا: يريد ساكنا بغير تشدد قال الله تعالى: واترك البحر رهوا ، وجاءت الإبل رهوا: أي ساكنة يتبع بعضها بعضا، وخمس راه أي ساكن، والرهو: طائر، ويقال إنه الكركي، وقال الشاعر:


                              يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة     ولا الصدور على الأعجاز تتكل



                              قوله: ترهيأ السحاب إذا نكظ، وترهيأت وترأرأت إذا ذهب ناظراه يمينا وشمالا وكريه السحاب، وتريع إذا ذهب وجاء كأنه تهيأ للمطر وأخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الريح الرهاء: اللينة، وهي الرهو، يقال: إن ريحها لرهو ورهاء ورهت ريحها، وهي راهية إذا سكنت بعد شدة. أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة، وأخبرنا سلمة، عن الفراء: رخاء: لينة من الرخاوة. وأما المفسرون فاختلفوا في قوله: رخاء حيث أصاب [ ص: 681 ] قال الحسن: بين العاصف واللينة، وقال مجاهد: طيبة، وقال الضحاك: مطيعة، كل ذلك يجوز أن يكون لينة في هبوبها، طيبة في مسها، مطيعة لمن أمرها أخبرنا عمرو، عن أبيه: الوره: الكثير الشحم من اللحم الساح والبهير وصمغ الطلح وقال الأصمعي: الغارة الشغواء المتفرقة، والمشعلة مثلها، والرهو: المتتابع .

                              [ ص: 682 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية