الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: غسق .

                              حدثنا عاصم، حدثنا ابن أبي ذئب، عن خاله، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: أراني النبي صلى الله عليه القمر فقال: "هذا غاسق إذا وقب؛ فتعوذي من شره" .

                              حدثنا عبيد الله بن مهدي، عن سليمان بن حبان، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة: " قوله: غاسق إذا وقب : كوكب "   .

                              حدثنا إبراهيم بن عبد الله، عن حجاج، عن ابن جريج، عن الأعرج، عن مجاهد: غاسق قال: "الليل" .

                              حدثنا أبو بكر، حدثنا يعلى، عن جويبر، عن الضحاك: " الغاسق: الليل .

                              [ ص: 716 ] حدثنا عبيد الله، حدثنا جعفر، عن ثابت البناني: " غاسق ، قال: الليل " حدثنا إبراهيم: الغسق: الظلمة فيما أخبرنا سلمة، عن الفراء، الغاسق: الليل إذا أظلم أخبرنا أبو عمر، عن الكسائي: يقال: غسق الليل يغسق غسقا وغسوقا وقال إبراهيم: في حديث عائشة أنه قال في القمر: "هذا غاسق؛ فتعوذي من شره"، كأنه أمرها أن تتعوذ من شر الليل وما يحدث فيه فسمى الليل ببعض ما يكون فيه، إذ كان القمر لا يكون إلا بالليل، وكذلك قول أبي هريرة: "إن الغاسق كوكب" ؛ لأنه إنما يكون ليلا، فسمي الليل به ومثله: يخرون للأذقان سجدا ، فقال المفسرون هي الوجوه، فسمي الوجه ببعض ما فيه وهو الذقن وهو قوله: حميما وغساقا ، فاختلف القراء في قراءته ، .

                              [ ص: 717 ] والمفسرون في تفسيره، فشدده بعضهم وخففه بعضهم وقال ابن عباس: هو البرد وقال إبراهيم: ما يسيل من صديدهم أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: وغساقا ، قال: هو ما همى أي سال ويقال: غسقت العين والجرح: أي سال .

                              [ ص: 718 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية