الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: عث .

                              حدثنا مسدد، حدثنا حماد، عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس: أن رسول الله صلى الله عليه يقول: "اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر"   .

                              حدثنا نصر بن علي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، عن مبارك، عن الحسن، عن أنس: " دخل عمر على النبي صلى الله عليه وهو على سرير مرمول بشريط، فبكى وقال: كسرى وقيصر يعيثان فيما يعيثان فيه، وأنت هكذا، فقال: "أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة" قوله: "وعثاء السفر"  أخبرنا عمرو، عن أبيه يقال: وقاك الله وعثاء السفر ليس يعني وعوثة الأرض، إنما يريد لا يصيبك شر والوعث: المكان فيه حزونة، والوعث: ما كان من سهل توعث فيه الدواب [ ص: 731 ] . أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الوعث: كل لين الموطئ سهل، وليس بالكثير  قال أبو زيد: وعث الطريق وعوثة ووعث يوعث وعثا، وطريق وعث وطرق وعوث، والوعث: السهل الذي تعيث فيه أخفاف الإبل أخبرني عمرو، عن أبيه، عن السعدي: يقال: هم في إيعاث إذا دأبوا في أمرهم. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: العثعث: ما سهل من الأرض ولان، والجميع عثاعث وقال الأموي: العث: دابة تأكل الجلود وقال غيره: التعييث: طلب الأعمى الشيء، والرجل في الظلمة وفي الرأس العثوة، رجل أعثى، وامرأة عثواء، وقد عثي شعره يعثى عثى شديدا، وهو الكثير الشعر المنتفش، قال:


                              ألا إن جملا قد دنا دون وصلها من القوم أعثى في المنام دثور



                              [ ص: 732 ] وأنشدنا عمرو:


                              ومن يعم عن أدنى الأمور يجد له     أقاصيها وعثاء والوعث أبعث



                              أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: العثنون: ما فضل من اللحية بعد العارضين من باطن، وعثنون البعير: شعر تحت حنكه، ثم يقال لما ظهر من اللحية عثنون وقال أبو زيد: عاث في ماله يعيث عيثا وعيثانا، وعاث الذئب عيثانا إذا أفسد، وهاث الرجل في ماله يهيث هيثا إذا أصلحه وأفسده فإذا قلت: هاث الذئب فهو فساد .

                              [ ص: 733 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية