الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
196 - أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن سعيد بن عبد العزيز قال: أخبرني علقمة بن شهاب القشيري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يدرك الغزو معي فليغز في البحر، فإن قتال يوم في البحر خير من قتال يومين في البر، وإن أجر الشهيد في البحر كأجر شهيدين في البر، وإن خيار الشهداء عند الله عز وجل [ ص: 173 ] أصحاب الكفء" . قيل: يا رسول الله، ومن أصحاب الكفء؟ قال: "قوم تكفأ عليهم مراكبهم في البحر".  

197 - أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن شريح، أنه بلغه عن ابن حجيرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يدرك الغزو معي فعليه بغزو البحر".

198 - أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن شريح قال: سمعت عبد الله بن ثعلبة الحضرمي يذكر أنه سمع ابن حجيرة الأكبر قائما يوم الجمعة يذكر أنه سمع عقبة بن عامر يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خمس من قبض في شيء منهن فهو شهيد: القتيل في سبيل الله شهيد، والغريق في سبيل الله عز وجل شهيد، والمطعون في سبيل الله عز وجل شهيد، والمبطون في سبيل الله عز وجل شهيد، والنفساء في سبيل الله عز وجل شهيد".   [ ص: 174 ]

199 - أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن ابن لهيعة قال: حدثني أبو الأسود قال: "غزوت البحر زمان معاوية، ومعنا أبو أيوب الأنصاري عام المد".

فقال ابن لهيعة، وحدثني أبو قبيل أن معاوية كان برودس في زمن عثمان رضي الله عنه، ومعه كعب الأحبار ".

200 - أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن عبيد الله بن أبي الزناد، أخبرني محمد بن يحيى بن حبان قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يزور أم حرام، فيقيل عندها، فنام عندها يوما، ففزع وهو يضحك، فقالت له: يا رسول الله، فيم ضحكت؟ قال: "عجبت من أناس من أمتي عرضوا علي آنفا على سرر أمثال الملوك، يركبون هذا البحر الأخضر في سبيل الله عز وجل ". قلت: يا رسول الله، ادع الله عز وجل أن يجعلني منهم. قال: "إنك من الأولين، ولست من الآخرين "وكنت لا أدري كيف كان مبيتها، وقد بلغني هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قدم علينا أنس بن مالك، وهي خالته، أخت أمه، قلت: لعمري، لأن كان.. . [ ص: 175 ] ذلك عند أنس بن مالك قال: فجئته، فسألته، عن أم حرام، كيف كان مبيتها؟ قال: على الجنة سقطت. قال: كان من شأنها أنها تزوجت ابن عمها عبادة بن الصامت، فذهب بها إلى الشام فلما غزا معاوية البحر غزا، فخرج بها معه، حتى لما قضوا غزوهم، خرجت، فلما كانت بالساحل، أتيت بدابتها، وركبت، فسارت قليلا ثم وقعت بها الدابة، فخرت، فماتت قبل أن تبلغ أهلها .

201 - أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان، فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يوما، فأطعمته، وجلست تصلي، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ وهو يضحك، فقالت: يا رسول الله، ما يضحكك؟ قال: "أناس من أمتي ". وذكر الحديث. [ ص: 176 ]

202 - أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن خالد بن أبي مسلم، عن عبد الله بن عمرو قال: "غزوة في البحر أحب إلي من قنطار متقبلا".

203 - أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن ابن لهيعة قال: أخبرنا ابن هبيرة أن معاوية رحمه الله، كتب إلى عمر رضي الله عنه، يستأذنه في ركوب البحر، ويخبره أنه ليس بينه وبين قبرس في البحر إلا مسيرة يومين، فإن رأى أمير المؤمنين أن أغزوها، فيفتحها الله تبارك وتعالى على يديه، فسأل عن اعرف الناس بركوب البحر، فقيل له: عمرو بن العاص، كان يختلف فيه إلى الحبشة. فسأل عنه، فقال: يا أمير المؤمنين، إن صاحبه منه بمنزلة دود على عود، إن ثبت يغرق، وإن يمل يغرق. فقال عمر رضي الله عنه: "والله ما كنت لأحمل أحدا من المسلمين على هذا ما بقيت".

204 - أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد بن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك، عن موسى بن أيوب الغافقي قال: حدثني رجل أن مولى لعبد الله بن عمرو بن العاص أتى عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إني أريد غزو البحر، فأوصني. قال: "عليك بالبر، لا تؤذي، ولا تؤذى. قال: إني أردت البحر. قال عبد الله: إن حفظت [ ص: 177 ] ستا استوجبت ثمانيا من الحور العين.. .، لا تغل، ولا تخف غلولا، ولا تؤذ جارا، ولا ذميا، ولا تسب إماما، ولا تفرن، وخف".

205 - أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن عمر بن محمد بن زيد، عن نافع، أنه أخبره، أن ابن عمر كان يقول: "لأن أغزو على ناقة ذلول صموت أحب إلي من ركوب البحر".

التالي السابق


الخدمات العلمية