الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش ومخطوبتي في بلاد الغرب فهل نعجل بعقد الزواج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي سؤال، جزاكم الله خيرًا، بخصوص الخطبة.

عرفتُ فتاة صالحة، -ولله الحمد- ومنذ البداية تعرّفتُ إلى أهلها الكرام، وتمّت الخطبة -بحمد الله تعالى- وأنا الآن أتواصل مع مخطوبتي بين الحين والآخر، بقصد التعرّف إليها أكثر، ولله الحمد هناك توافق بيننا، وكذلك بين أهلها وأهلي، وقد مضى على الأمر قرابة شهر، وبسبب خوفي من الوقوع في الفتنة، طلبتُ من أهلها أن نُعجِّل بكتابة العقد، لتصبح زوجتي بحول الله وقوته.

أنا ومخطوبتي نعيش في بلاد الغرب، وأهلي وأهلها في بلادنا العربية، فهل ما قمتُ به صواب، أم الأفضل أن أنتظر قليلًا للتعارف أكثر؟ وما هي أهم النقاط التي ينبغي أن أتحدث فيها مع مخطوبتي؟

أنا ومخطوبتي ندرس، وهي تستمع أحيانًا إلى الأغاني، لكنها أخبرتني أنّها ستترك ذلك إن شاء الله، أمّا أنا فأجتهد قدر المستطاع أن أطبّق شرع الله حتى يرضى عني، وأحيانًا أقع في الخطأ ثم أتوب، وقلبي يؤنّبني كثيرًا؛ لأني نشأتُ في أسرة محافظة، ولله الحمد والمنة.

أنا أعلم أنّ الكمال غير موجود، ولذلك قبلتُ بهذه الفتاة، لما رأيتُ من أخلاقها الطيبة وحسن تربيتها عند والديها، ومع ذلك تراودني أحيانًا أفكار مترددة: هل تسرّعتُ؟ خاصة أنّني تقدمتُ لعدد من الفتيات من قبل، لكنّي وجدت أنّ هذه الفتاة مختلفة عنهنَّ، وقد صلّيتُ صلاة الاستخارة، وما زلتُ أدعو الله يوميًا أن يكتب لي الخير حيث كان.

أمر آخر: مخطوبتي ترغب في العمل في مجال الغناء، وقد نهيتُها عن ذلك، بسبب ما فيه من اختلاط وغيره.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Zakaria حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابننا الفاضل - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يُعينك على تجاوز هذه الصعاب، وأن يجمع بينك وبين الفتاة المذكورة في الخير وعلى الخير.
وإذا كان التوافق قد حصل بين العائلتين، وشعرتَ وشعرتْ هي بالارتياح والانشراح؛ فنسأل الله أن يُعينكم على إكمال هذا المشروع، وأن تكون عونًا لها على مزيد من الطاعات، وأن تُعينك أيضًا على العفة والعفاف، ومزيد من الطاعات.

لا بد أن تعلم أن الرجل لن يجد فتاة بلا نقائص، كما أن الفتاة لا يمكن أن تفوز برجل بلا عيوب، فمن الذي ما ساء قط، ومَن له الحسنى فقط؟! وعليه أرجو أن تُعجِّل بإكمال المشوار، وتجتهد في النُّصح لها في الجوانب التي فيها مخالفات شرعية، وقد أسعدنا أنها تُبدي مرونةً ورغبةً في أن تتحسن وتتغيَّر.

وإذا كنتم في بلاد الغرب، فإن الفتن تمشي هناك على رِجلين، والإنسان بحاجة إلى أن يعفَّ نفسه، وأن يعفَّ زوجته، لذلك نتمنى ألَّا تتأخروا في إكمال مراسيم الزواج، وحاولوا دائمًا أن تتواصلوا مع مراكز إسلامية - أو مع موقعكم - حتى تأخذوا الاستشارات الشرعية.

إن الحرص على الطاعات من أكبر ما يُيَسِّر أمور الزواج وأمور الحياة كلها، فللمعاصي شؤمها وثمارها المرة، أمَّا الطاعة فلها ضياء في الوجه، وسعة في الرزق، وراحة في النفس، ومحبة بين الخلق، والمعصية - عياذًا بالله - لها ضيقٌ في الصدر، وتقتير وتضييق في الرزق، وبغض في قلوب الناس، مع ما يترتَّب عليها من ويلات، إذا لم يعجل الإنسان بالتوبة والرجوع إلى رب الأرض والسموات.

وإذا كنت -ولله الحمد- قد صليت الاستخارة، فنحن ندعوك إلى مزيد من تكرار الاستخارة، وخاصةً الدعاء بأن يُقدِّر الله لك الخير حيث كان ثم يُرضيك به، أيضًا استمر في النصح لها، ونكرر حرصنا على تحويل الخطبة - كما أشرنا - إلى عقد نكاح، وبعد تحويلها ستسير الأمور بيسر وسهولة.

وأما العمل في مجال الغناء فلا يخفى عليك الحكم الشرعي بتحريم الغناء والموسيقى، وهو حرام للرجال وللنساء أشد تحريمًا، وقد تفضلت بذكر المفاسد والتي منها الاختلاط والفتنة التي تحدث بغناء المرأة، فأرجو أن تعالج هذا الأمر مع مخطوبتك بحكمة، وأن تقنعها بالتخلي عن هذه الفكرة، والتي لا تليق بأهل القيم والمروءة، فضلًا عن المسلمة العفيفة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً