السؤال
السلام عليكم ورحمَة الله وبركاته.
إخوتي في الله، نسأل الله أن يحفظكم.
أنا شاب عمري 17 عامًا، أعاني من مشاكل كثيرة في حياتي، وأعيش في دوامة من الهم والغم، أو بالأحرى أكره الحياة، ولا أريد البقاء فيها؛ بسبب ما تعرضت له.
لقد كبرت في عائلة عبارة عن مشاكل؛ فلا يمر يوم بدون مشكلة كبيرة في البيت، ويصل الأمر إلى المشاجرة، والضرب بالأيدي، والمشكلة أن ذلك يحدث بين جميع أفراد العائلة، وليس بين أفراد معينين، ولكن كبرت، وفهمت الحياة، وعرفت أن مصيرها إلى فناء، فلا توجد عائلة لا تخلو من هذا الأمر.
أنا أعاني من مشكلة منذ 5 سنوات؛ ففي سنة 2021 تعددت علي الوساوس في العقيدة، وأصبحت تتردد علي كل عام، وكلما تخلصت منها عادت بشكل آخر، وحتى عامنا هذا لم أرتح ليلةً واحدةً في حياتي من كثرة التفكير؛ فقد أصابني وسواس في العقيدة، ووسواس في الوضوء، وفي الصلاة، ووسواس أني مصاب بالرهاب الاجتماعي، وأنا لست مصابًا به، ومن ثم وسواس في شكلي، فكرهت شكلي، حتى وصل الأمر إلى الوسواس في لهجتي، وفي هويتي، ووجودي، وقد يئست من هذا الأمر.
دائمًا أحمد الله عز وجل على نعمه؛ فحالتي المادية جيدة -والحمد لله-، ولا أعاني من أمراض غير هذا المرض الخبيث الذي سلب مني فرحتي، وثقتي، وجعلني مثل اللعبة يحركني كيفما شاء؛ فتارةً أطمئن به، وتارةً أكتئب بسببه.
أقسم بالله أني أكتب لكم ودموعي تنزل؛ فقد كنت شابًا على خير، ولا تفوتني صلاة واحدة، وكنت أخاف الله عز وجل في كل أمري، وأحرص على ألّا أفعل ذنبًا واحدًا في حياتي، ولكن قتلني الوسواس، ودمر روحي، ودمر فرحتي، وأنا مقبل على الجامعة، ولدي طموحات وتجارب أريد أن أخوضها.
أريد أن أعيش حياتي، وأستقر نفسيًا؛ فقد تعب جسدي، وضاق صدري، فأرجو أن تساعدوني، وجزاكم الله خيرًا.
أسأل الله أن يوفقكم، ويحفظكم، ويعينكم، ويسهل عليكم أمركم.