السؤال
السلام عليكم.
أعمل منذ سنوات طويلة في إحدى شركات قطاع البترول، وقد كرّست جهدي وإخلاصي لتحقيق إنجازات واضحة انعكست على الشركة، وسمعتها داخل القطاع، إلا أنني برغم هذا العطاء، أواجه منذ فترة طويلة مظاهر ظلم، وتعسف، وعدم تقدير، تمثلت في تهميش مقصود، وإقصاء غير مبرر، في وقت كنت أنتظر فيه الاعتراف بجهدي، ومكافأتي على ما قدمت.
أشعر اليوم أن مسيرتي المهنية داخل الشركة وصلت إلى طريق مسدود، وأن بيئة العمل لم تعد تعكس قيم العدالة، أو تتيح لي فرصةً للنمو، أو التقدير المستحق.
أنا متزوج، وأعول أسرة، وهو ما يجعل قراري أكثر حساسيةً؛ لأن الانتقال إلى مجال آخر يعني بدء مشوار جديد، مع ما يحمله من تحديات مادية ومعنوية، ومع ذلك، فإن ضغوط الظلم المتكرر، وعدم التقدير باتت تؤثر عليّ، وعلى استقراري النفسي والمهني، وأصبحت أفكر جديًا في ترك الشركة نهائيًا، والبحث عن فرصة جديدة في مجال آخر، يمكن أن يقدّر جهدي، ويتيح لي الاستقرار والكرامة المهنية.
أطلب استشارةً مهنيةً وقانونيةً حول هذا القرار المصيري: ما هي أفضل الخطوات التي يجب اتباعها عند التفكير في ترك الشركة؟ وكيف يمكنني أن أحافظ على حقوقي ومكتسباتي السابقة؟ وفي الوقت نفسه أبدأ مسارًا جديدًا بشكل آمن يحمي مستقبلي وأسرتي؟
إنني لا أطلب أكثر من حق طبيعي في بيئة عمل عادلة تقدّر الإنجاز، وتكافئ المخلص، فإن تعذر ذلك، فربما يكون الخيار الأمثل هو البدء من جديد، في مكان آخر أكثر عدلًا وإنصافًا.
إن ما يدفعني للتفكير الجاد في هذه الخطوة هو أن الشعور بالظلم المستمر، وعدم التقدير، أصبح يثقل كاهلي، ويؤثر على دوافعي وقدرتي على العطاء، فلا قيمة لأي إنجاز إذا لم يجد الاعتراف أو الحماية، لقد تعبت من الصمت، ومحاولات الصبر التي لم تُقابل إلا بتهميش وتجاهل، وأصبح بقائي في هذا المناخ نوعًا من إهدار العمر.
إنني أؤمن أن الاستقرار الحقيقي لا يتحقق إلا في بيئة عمل عادلة، تُصان فيها الكرامة، ويُعترف فيها بالجهود؛ لذلك أبحث عن استشارة صادقة ترشدني: هل أواصل الصمود داخل الشركة رغم كل ما أعانيه، أم أن تركها والسعي وراء مجال جديد، قد يكون هو القرار الأصوب لي ولأسرتي؟