الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين  ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون  ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون  هو يحيي ويميت وإليه ترجعون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله عز وجل: ويستنبئونك أحق هو أي: البعث والعذاب، أي: يستخبرونك عن ذلك، قل إي وربي قال الزجاج: نعم وربي، إنه لحق إن العذاب نازل بكم، وما أنتم بمعجزين بعد الموت، قال ابن عباس: يريد أن الله لا يعجزه شيء ولا يفوته.

                                                                                                                                                                                                                                      ولو أن لكل نفس ظلمت أشركت، ما في الأرض لافتدت به لبذلته لدفع العذاب عنها، وأسروا الندامة لما رأوا العذاب أي: أخفى الرؤساء في الكفر الندامة من الذين أضلوهم، وستروها عنهم.

                                                                                                                                                                                                                                      هذا قول عامة المفسرين وأهل التأويل، وقال أبو عبيدة: الإسرار من الأضداد، يقال: أسررت الشيء.

                                                                                                                                                                                                                                      أخفيته، وأسررته.

                                                                                                                                                                                                                                      أعلنته، قال: ومن الإعلان قوله: وأسروا الندامة لما رأوا العذاب أي: أظهروها.

                                                                                                                                                                                                                                      واختار المفضل هذا القول، وقال: ليس ذلك اليوم يوم تصبر ولا تصنع.

                                                                                                                                                                                                                                      وقضي بينهم بالقسط أي: بين الرؤساء، وهم لا يظلمون لأنهم يجازون بشركهم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق قال ابن عباس: يريد: ما وعد لأوليائه من الثواب ولأعدائه من العقاب.

                                                                                                                                                                                                                                      ولكن أكثرهم لا يعلمون يريد المشركين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية