وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون
قوله: وإما نرينك بعض الذي نعدهم قال المفسرون: كانت وقعة بدر ما أراه الله حال حياته مما وعد المشركين من العذاب.
أو نتوفينك قبل أن نريك، فإلينا مرجعهم بعد الموت فنجزيهم بأعمالهم، قال أعلم الله أنه إن لم ينتقم منهم في العاجل ينتقم منهم في الآجل. الزجاج:
وقوله: ثم الله شهيد على ما يفعلون أي: من محاربتك وتكذيبك.
قوله: ولكل أمة رسول قال رسول يرسله الله إليهم سفيرا بينه وبينهم مبشرا ومنذرا. ابن الأنباري:
فإذا جاءهم الرسول في الدنيا، قضي بينهم بالقسط حكم عليهم عند اتباع المؤمنين وعناد الكافرين بالمعصية والطاعة، والضلالة والهدى، وهم لا يظلمون قال لا ينقص الذين صدقوا من ثوابهم، ولا يزاد الذين كذبوا من مساوئ أعمالهم. عطاء:
ولما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: وإما نرينك بعض الذي نعدهم قالوا: متى هذا العذاب الذي تعدنا؟ وهو قوله: ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين أنت وأتباعك؟ قل لا أملك لنفسي هذه الآية إلى آخرها مفسرة في آيتين من سورة الأعراف.
قوله: قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا قال البيات كل ما كان بليل. الزجاج:
يقول: أعلمتم [ ص: 550 ] أيها المستعجلون للعذاب إن أتاكم العذاب ليلا أو نهارا، ماذا يستعجل منه المجرمون أي: ماذا يستعجلون منه؟ وهو استفهام معناه: التفظيع والتهويل، كما يقول لمن هو في أمر يستوخم عاقبته: ماذا تجني على نفسك؟ وهو جواب لقولهم: متى هذا الوعد ؟ وقوله: أثم إذا ما وقع آمنتم به كان المشركون يقولون: نكذب العذاب ونستعجله، ثم إذا ما وقع آمنا به، فقال الله تعالى موبخا لهم: أثم إذا ما وقع العذاب وحل بكم آمنتم به فلا يقبل منكم الإيمان، ويقال لكم: الآن تؤمنون، وقد كنتم به تستعجلون مستهزئين معاندين للحق، وهو قوله: ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد الآية: وذلك: أن العذاب إذا لحق الكافرين أفضوا منه إلى عذاب الآخرة.