الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد  وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب  وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد  إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود  وما نؤخره إلا لأجل معدود  يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد  

ذلك ، يعني هذا الخبر الذي أخبرت، من أنباء ، يعني من حديث، القرى نقصه عليك ، فحذر قومك مثل عذاب الأمم الخالية، منها قائم وحصيد ، يقول: من القرى ما ينظر إليها ظاهرة، ومنها خامدة قد ذهبت ودرست.

وما ظلمناهم فنعذبهم على غير ذنب، ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله ، يعني التي يعبدون من دون الله من شيء حين عذبوا، لما جاء أمر ربك ، يعني حينما جاء قول ربك في العذاب، وما زادوهم ، يعني الآلهة غير تتبيب ، يعني غير تخسير، حيث لم ينفعوهم عند الله.

قال عبد الله: قال الفراء: نحن أعز من أن نظلم، وما ظلمناهم نحن أعدل من أن نظلم.

[ ص: 132 ] وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ، أي مشركة، إن أخذه ، يعني بطشه، أليم ، يعني وجيع، شديد . إن في ذلك لآية ، يعني إن في هلاك القرى لعبرة، لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ، شهد الرب والملائكة لعرض الخلائق وحسابهم.

وما نؤخره إلا لأجل معدود ، يعني وما نؤخر يوم القيامة إلا لأجل موقوت.

يوم يأت ذلك اليوم، لا تكلم نفس إلا بإذنه بإذن الله تعالى، فمنهم ، يقول الله تعالى: فمن الناس شقي وسعيد .

التالي السابق


الخدمات العلمية