قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون
قال يحيى : وقوله : لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث تفسير لا يحرث عليها ولا يسقى [عليها] . ابن عباس :
[ ص: 150 ] وقوله : مسلمة يعني : من العيوب ؛ في تفسير وقوله عز وجل : قتادة . لا شية فيها يعني : لا سواد فيها ، ولا بياض ؛ في تفسير مجاهد .
قال القراءة محمد : لا شية بالنصب على النفي والوشي في اللغة : خلط لون بلون ؛ تقول : وشيت الثوب أشيه شية ووشيا ؛ فكأن المعنى : لا لون فيها يخالف معظم لونها ؛ وهو الذي أراد مجاهد .
والذلول من الدواب : الخاضعة ، وهي بينة الذل . والذل ضد الصعوبة ؛ يقال : هذا جمل ذلول بين الذل ، بكسر الذال .
قال يحيى : وقوله عز وجل قالوا الآن جئت بالحق أي : بينت ، وقد حدثني سعيد ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قتادة (إنما أمر القوم بأدنى بقرة ؛ ولكنهم لما شددوا على أنفسهم ، شدد عليهم ، والذي نفسي بيده ؛ لو لم يستثنوا ، ما بينت لهم) .
يحيى : وحدثني عن المعلى ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد [ ص: 151 ] بن جبير ، قال : (قتل رجل عمه ، فألقاه بين قريتين ، فأعطوه ديتين فأبى أن يأخذ ؛ فأتوا موسى فأوحى الله إليه أن يذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها ، فشددوا فشدد الله عليهم ؛ ولو كانوا اعترضوا البقر أول ما أمروا ، لأجزأهم ذلك) . ابن عباس
قال ومعنى (اعترضوا) أخذوا منها بغير تخيير . محمد :
فادارأتم فيها يعني : ألقى قتله بعضهم على بعض .
قال ادارأتم أصله : [تدارأتم] ؛ فأدغمت التاء في الدال ؛ ومعناه : تدافعتم ؛ يقال : درأ الكوكب بضوئه ؛ أي دفع . محمد :
فقلنا اضربوه قال يحيى : سمعت بعضهم يقول : رمي قبره ببعضها - قال يعني : بفخذها - ففعلوا ، فقام فأخبر بقاتله ، ثم مات . قتادة :
قال طلبوها ، فوجدوها عند رجل بر بوالديه ، فبلغ ثمنها ملء مسكها دنانير . ابن عباس :
قال يحيى : وذكر لنا أن وليه الذي كان يطلب دمه هو [الذي] قتله ؛ فلم يورث بعده قاتل . [آية] [ ص: 152 ]