الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون  ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون  وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون  

                                                                                                                                                                                                                                      أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة تفسير الحسن : يعني : اختاروا الحياة الدنيا على الآخرة وقفينا من بعده بالرسل أي : أتبعناه بهم وآتينا عيسى ابن مريم البينات قال الكلبي : يعني : الآيات التي كان يريهم عيسى عليه السلام وأيدناه أعناه بروح القدس يعني : جبريل عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : أصل القدس : الطهارة . أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون فلما قال لهم النبي عليه السلام هذا سكتوا ، وعرفوا أنه وحي من الله عيرهم بما صنعوا ، فقالوا : يا محمد قلوبنا غلف لا نعقل ولا نفقه ما تقول ، وكانت أوعية للعلم ، فلو كنت صادقا سمعنا ما تقول .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 158 ] قال محمد : تقرأ على وجهين : (غلف وغلف) . وأجود القراءتين : (غلف) بتسكين اللام ، ومعناها : ذوات غلف ، الواحد منها : أغلف ؛ يقال : غلفت السيف ؛ إذا جعلته في غلاف ، فهو سيف أغلف ، ومنه يقال لمن لم يختتن : أغلف . فكأنهم قالوا : قلوبنا في أوعية مثل قولهم : قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ (غلف) فهو جمع غلاف ؛ فيكون معنى هذا : أن قلوبنا أوعية للعلم فما لها لا تفهم عنك ؟ !

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية